شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧٢
جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟
فقال: بلي، قلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيه وأن الله يبعث من في القبو إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وأنكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت وأدين الله به، فقال: يا عمرو! هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل إني هديت نفسي بل الله هداك، فأد شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه ولا تحمل الناس علي كاهلك فإنك أوشك إن حملك الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك.
* الشرح قوله: (طلب النزهة) أي البعد عن الخلق وأصل النزهة البعد ومنه تنزيه الله تعالى أي تبعيده عن النقائص، أو المراد بها بعد الخاطر عن الهم والحزن لكون مكانه نزها فيه سعة وماء وكلاء وخضر.
قوله: (وأدين الله به) في المصباح دان بالإسلام دينا بالكسر تعبد به وتدين به كذلك فهو دين مثل ساد وسيد.
قوله: (في السر والعلانية) السر القلب، والعلانية اللسان والجوارح أو الأعم.
قوله: (فاتق الله) أمره بالتقوى وهي التجنب عن المعاصي أو التنزه عما يشغل القلب عن الحق أو بالتقية عمن ليس من أهل هذا الدين.
قوله: (وكف لسان إلا من خير) أمره بكف اللسان إلا من خير ورغبه في حفظه عن كل ما يضره أو لا ينفعه في تعويده بالخير من القرآن والحديث وغيرهما من الامور النافعة وخص اللسان من بين الأعضاء الظاهرة لأنه أشرفها وأعمها تناولا ومفاسده أكثر فيجب حفظه عما لا ينفع خصوصا عما يضر، ثم أشار إلى أن الهداية نعمة من الله تعالى فيجب معرفة قدرها وأداء شكرها بصرف كل عضو فيما خلق لأجله.
قوله: (ولا تكن ممن إذا قبل) هذا في الحقيقة أمر بحن المعاشرة مع الخبق وبالتقية من موضعها أي كن بحسن صفاتك ممن يمدحه الناس في حضوره وغيبته ولا تكن بشرارة ذاتك وقبح صفاتك ممن يذمونه فيهما وفيه دلالة على وجوب التجنب عن المطاعن بقدر الإمكان.
قوله: (ولا تحمل الناس على كاهلك) الكاهل مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق وهو الثلث
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428