شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧٨
* الأصل باب إن الإيمان يشرك الاسلام (1) والإسلام لا يشرك الإيمان * الشرح قوله: (ان الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان) المشاركة وعدمها أما باعتبار المفهوم فإن مفهوم الإسلام داخل في مفهوم الإيمان دون العكس، أو باعتبار الصدق فإن كان مؤمن

1 - قوله «إن الإيمان يشرك الإسلام» حاصل مفاد الباب أن بين الإيمان والإسلام عموما وخصوصا مطلقا ومرجعه إلى موجبة كلية «كل مؤمن مسلم» وسالبة جزئية «ليس كل مسلم مؤمنا» ومثله بالكعبة والمسجد الحرام فكان موضع من الكعبة مسجد وليس كل موضع من المسجد كعبة. وهو ثمثيل المعقول بالمحسوس على ما هو شأن الأنبياء والأوصياء، ومرجع ذلك إلى زيادة قيد في الايمان واختلف الروايات في ذلك القيد فبعضها على أنه ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وبعضها على أنه العمل وبعضها على أنه تصديق القلب لشهادة اللسان ولا يبعد اطلاقه في أخبار على معان متعددة بحسب الموارد ويتعين بالقرينة، وقد ذكرنا شيئا في ذلك في مقدمة الكتاب، والاهم في ذلك أمران الأول اعتبار الاعمال في صدق الايمان وقد اختلف فيه المسلمون من صدر الاسلام فالخوارج على أن كل عمل معتبر فيه فيكون مرتكب الكبيرة كافرا وقالت المرجئة لا يضر مع التصديق شيء من المنكرات والفاسق كالصالح والحق وأن العمل لا يعتبر في الايمان ومرتكب الكبيرة ليس كافرا وان وصف بالفسخ وعذب في الآخرة خلافا للمرجئة، وهذا هو مذهب الشيعة وأكثر أهل السنة وما روى في الاخبار موافقا للخوارج أو للمرجئة يجب تأويله.
الثاني من التزم بشيء يستلزم الكفر استلزاما غير بين كالمجسمة ليس بكافر وبيان الاستلزام أن الجسم مركب وكل مركب ممكن وكل ممكن معلول لغيره ولو كان الواجب جسما كان معلولا لغيره وهو كفر وعلى ذلك بعض فقهائنا والحق أنه لا يكفر أحد إلا بالاستلزام البين ولذلك قالوا لواد على مدعي الباطل شبهة ممكنة في حقه قلبت منه ودرء عنه الحد وكذلك إذا اعتقد أحد أن الروح قوة حالة من تركيب مزاج البدن وليس مجردا عن البدن وهذا وأي الملاحدة الماديين الذين لا يعتقدون وجود غير القوى الجسمانية وينكرون تأثير شيء في شيء إلا أن يكون جسمانيا «يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون» ويترتب على اعتقادهم هذا انكار المعاد ونفي الثواب والعقاب واستحالة الحشر والنشر لكن رأينا جماعة من عوام المتزهدين لا يتنبهون لهذا الاستلزام، يشاركون الماديين في أصلهم ولا يلتزمون بلوازمه يعترضون على القائلين بتجرد النقس وينقضون أدلتهم على بقائنا بعد الموت وربما يصرحون بان النقس كنور السراج يطفي بفناء الدهن ومعذلك يزورون الأموات ويستغفرون لهم ويهدون إليهم ثواب العبادات ولا يعملون أن لازم أصلهم اليأس من أصحاب القبور وخرافية هذه الاعمال كما قال الله تعالى «كما يئس الكفار من أصحاب القبور » ولكن لما لم يكن الإستلزام بينا لا يحكم بكفر هؤلاء. (ش)
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428