شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٨٢
الكعبة أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام؟ قلت: نعم، قال: وكيف ذلك؟ قال: إنه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد، فقال: قد أصبت وأحسنت، ثم: كذلك الإيمان والاسلام.
* الشرح قوله: (وأفضى به إلى الله عز وجل) أشار به إلى أن المراد بما استقر في القلب مجموع التصديق بالتوحيد والرسالة والولاية لأن هذا المجموع هو المفضى إلى الله عز وجل لاكل واحد ولا كل اثنين منها، وقوله «وصدقه العمل» مشعر بأن العمل خارج عن الإيمان ودليل عليه لأن الإيمان وهو التصديق أمر قلبي يعلم بدليل خارجي مع ما فيه من الإيماء إلى أن الإيمان بلا عمل ليس بالإيمان.
قوله: (والإسلام ما ظهر من قول أو فعل) أي قول بشهادتين أو فعل بالطاعات مثل قول بالشهادتين أو فلع بالطاعات مثل الصلاة والصوم والحج وغيرها فيدل على أن الإسلام يطلق على مجرد الطاعات من الاقرار بالشهادتين والتصديق بهما.
قوله: (فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا إلى الإيمان) ولم يكونوا من أخل الإيمان فما هم من هؤلاء ولا من هؤلاء ولا يجري عليهم شيء من أحكامهما إن كان يجري أحكامها على أهل الإيمان.
قوله: (وهما في القول والفعل يجتمعان) أي الإسلام والإيمان يجتمعان في القول بالشهادتين والفعل بالطاعات إلا أنهما داخلان في حقيقة الإسلام خارجان عن حقيقة الإيمان على ما هو الحق عند جماعة من المتكلمين ولعل المقصود التنبيه على تساويهما في طلب الفضائل والأحكام والحدود كما سيصرح به.
قوله: (فقول الله عز وجل أصدق القول) فهو يبطل قول كل من قال بأن الإسلام يرادف الإيمان، ومن زعم أن الاعراب لم يسلموا ومن زعم أنهم آمنوا.
قوله: (قلت فهل للمؤمن فضل على المسلم) كان قصده هل للمؤمن اختصاص بشيء من الفضائل النفسية والأحكام الشرعية وحدودها لا يكون المسلم مكلفا به فأجاب «ع» بأنهما متساويان في ذلك ولا يكون للمؤمن على المسلم فضل في شيء منه وإنما الفضل للمؤمن في العمل والثواب وما يتقرب به إلى الله تعالى من الطاعة والانقياد لأن الفضل مشروط بالإيمان وهو مفقود في المسلم.
قوله: (قلت: أليس الله عز وجل يقول: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها؟» لما حكم (عليه السلام) بأن للمؤمن فضلا على المسلم في الأعمال سأله حمران على سبيل التقرير أو الاستفهام بأنك
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428