شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٧٨
ولا دليل على فناء جسده وغاية ما يلقى أنه (1) قد يرى على غير الصفة التي كان عليها فيكون ذلك غلطا (2) في صفاته وتخيلا لها على غير ما هي عليه. فيكون ذاته مرئية وصفاته متخيلة غير مرئية فيكون فائدة تلك الصفات المتخيلة على ما جعله الله علما عليه فبحث عن تأويلها فقد قال الكرماني جاء في الحديث أنه إذا رأى شيخا فهو عام سلم وإن رأى شابا فهو عام حرب واختلف لو رآه يقتل من لا يحل قتله، فمنهم من منع وقوع ذلك، ومنهم من جعله من صفاته المتخيلة فيتأول، وقال عياض: ويحتمل عندي أن معنى رآني فقد رآني: الشيطان لا يتمثل بي، أن ذلك فيمن رآه على صفاته التي كان عليها لا على صفة مضادة لذلك فإذا رآه على غيرها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة فإن رؤياه منها ما يخرج على وجه ومنها ما يحتاج إلى تأويل وتفسير.
وقال بعضهم قد خص الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بعموم صدق رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتمثل به حتى لو كانت مضادة لحاله في الحياة لئلا يندرج الكذب على لسانه في نومه كما منعه من ذلك في اليقظة أو لو أمكن من ذلك لوقع اللبس بين الحق والباطل ولم يوثق بما جاء من أمر النبوة فحمى الله نبيه ورؤياه ورؤيا غيره له من كيد الشيطان، وتمثيله ليصح رؤياه في الوجهين ويكون طريقا إلى علم صحيح، وقال القرطبي: الصحيح ما ذهب إليه الباقلاني من أن قوله (عليه السلام): فقد رآني، كناية عن كون الرؤيا حقا ليست بأضغاث أحلام وإن رئي على غير الصفة التي كانت عليها في الحياة وأن تلك الصفات من فعل الله تعالى لا من تخييل الشيطان وتمثيله لشهادته بعصمته في المنام أن يتمثل الشيطان به كما عصمه منه في اليقظة. وقال الآبي: إن الله تعالى على ما علم من الحديث عصم مثاله أن يتمثل به الشيطان في النوم كما عصم ذاته الكريمة منه في اليقظة.
وذكر القرافي من الكلام ما يشكل على هذا الأصل قال: قال العلماء إنما تصح رؤيته لأحد رجلين لصحابي رآه فإنطبع مثاله في نفسه فإذا رآه علم أنه مثاله المعصوم من الشيطان، والثاني رجل تكرر عليه سماع صفاته (3) المنقولة في الكتب حتى انطبع في نفسه المثال المعصوم فإذا رآه

1 - قوله «وغاية ما يلقى انه» وفيه أنه إذا رآه على غير الصفة التي كان عليها فذلك علامة أن رؤياه ليست بحق لأن الشيطان يمكن أن يتمثل في غير صورته. (ش) 2 - قوله «فيكون ذلك غلطا» والغلط من الشيطان وبتأثيره والحق أن هذا القائل من المستهترين بظاهر اللفظ من غير تعقل المعنى وقول الكرماني وعياض والقرطبي يدل على خلاف مقصوده وأن روحه (صلى الله عليه وآله) يتمثل في صور مختلفة. (ش) 3 - قوله «رجل تكرر عليه سماع صفاته» يعرف كل عاقل أنه لا يمكن تشخيص الصورة بذكر أوصافها كلما دق وكثر ولا يمكن بغير الرؤية. (ش)
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417