شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٣٥٢
وفدنا مرارا فكانت هذه علامتنا ودلالتنا وقد مات فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيم لنا أخوه وإلا رددناها إلى أصحابها فقال: جعفر: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب فقال الخليفة: القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر ولم يحر جوابا فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدر معنا حتى نخرج من هذه البلدة قال: فأمرهم بنقيب فأخرجهم منها.
فلما أن خرجوا منها خرج عليهم غلام أحسن الناس وجها كأنه خادم فنادى يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم، فقال له: أنت مولانا قال: معاذ الله أنا عبد مولاكم فسيروا إليه قالوا:
فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) فإذا ولده (عليه السلام) قاعد على سرير كأنه فلقة القمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال: جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلان كذا، وفلان كذا; لم يزل يصف حتى وصف الجميع ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا وقبلنا الأرض بين يديه ثم سألناه عما أردنا وأجاب فحملنا إليه الأموال، وأمرنا القايم (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا تحمل إليه الأموال، وتخرج من عنده التوقيعات فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن وقال له: أعظم الله أجرك في نفسك.
قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي - رحمه الله - وكان بعد ذلك تحمل الأموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها وتخرج من عندهم التوقيعات، ثم قال الصدوق: هذا الخبر يدل على أن الخليفة كان يعرف هذا الأمر (1) كم هو وأين موضعه، ولهذا كف عن القوم وعما معهم من الأموال ودفع جعفر الكذاب عنهم، ولم يأمرهم بتسليمها إليه إلا إنه كان يجب أن يخفى هذا الأمر ولا يظهر لئلا يهتدى إليه الناس فيعرفوه. أقول إنما لم يؤاخذ الخليفة هؤلاء القوم، ولم يؤذهم ولم يفتش حال من بعث الأموال مع شدة عداوته لمظهري هذا الأمر لأن الله تعالى قد يجعل عدوه شفيقا على أوليائه كما جعل فرعون شفيقا على كليمه موسى (عليه السلام).

١ - قوله «كان يعرف هذا الأمر» ذكرنا سابقا أن بناء الخلفاء كان على المساهلة مع الشيعة الإمامية بعد الرضا (عليه السلام) فإنهم علموا أن مذهب الإمامية ليس مما يعارض بالسيف وأن أئمتهم لن يتوثبوا على ملكهم ولن يعارضوا معهم في دنياهم قبل ظهور الفرج وكان الخليفة في مبدء الغيبة بعد رحلة العسكري (عليه السلام) المعتمد على الله والغالب على الأمر أخوه الموفق ومع ذلك كانوا يفحصون عن الإمام الثاني عشر (عليه السلام) وموضعه كما يأتي إن شاء الله. (ش)
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417