شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٦٨
الصانع وكمال قدرته وإن كان كل شيء عبرة لكنه أعظم العبر إذ لم يعهد بعد شهودهم وجود إنسان بلا أب وهو أيضا فتنة أي امتحان واختيار لشكر أرباب العقول الخالصة من زيغ الشك والوهم لأنهم يقابلون كمال عظمته وقدرته وإحسانه وجوده بإعطاء الوجودات ولواحقها من العطايا العظام والنوائل الجسام بالقول والثناء الجزيل، والفعل الحسن الجميل، ويذعنون أنه مولاها ويعتقدون أنه معطيها.
قوله (ولا أدري ما بطانتها) للاسم الأعظم باطن في غاية الدقة والخفاء وظاهر وهو كالشرح للباطن والشريعة للأزكياء وماهية وكيفية ليست لسائر الأسماء وبعد ذلك لابد من العلم بكيفية الدعاء، وقد حلف الراهب بأنه لا يدري شيئا من هذه الأشياء.
قوله (وزعمت الهند) الهند هنا جيل معروف والنسبة هندي.
قوله (وهل تعرف بيت المقدس) قال في النهاية: سمي بيت المقدس لأنه الموضع الذي يتقدس فيه الذنوب، يقال: بيت المقدس والبيت المقدس وبيت القدس بضم الدال وسكونها سأله عن بيت المقدس وأراد به معنى هو بيت آل محمد (صلى الله عليه وآله) وحمله الراهب على معنى آخر معروف عنده وهو بيت المقدس الذي بالشام فرد عليه بأن هذا البيت ليس بيت المقدس في الأصل وإنما كان يقال له: حظيرة المحاريب ثم بدله أهل الشرك وسموه بيت المقدس وبيت المقدس إنما كان في الأصل بيت آل محمد (صلى الله عليه وآله) لتطهره عن النقائص والعيوب، وتنزهه عن الرذايل والذنوب.
قوله (وهو قول الله تعالى - البطن لآل محمد والظهر - مثل إن هي) قوله: إن هي مقول القول وقوله: «البطن لآل محمد والظهر مثل) إشارة إلى أن للآية ظاهرا وباطنا الظاهر بيان لما فعله المشركون من تبديل اسم الإله ونقله عن موضعه وهو الله جل شأنه إلى الأصنام حتى سموها آلهة، والباطن بيان لما فعله الجاهلون من تبديل اسم البيت المقدس ونقله عن موضعه وهو بيت آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى البيت الذي في الشام وهو حظيرة المحاريب والله أعلم.
قوله (مؤيسا إلا أكون ظفرت بحاجتي) قيل هذا الاستثناء من قبيل قولك أسألك إلا فعلت والاستثناء من المعنى كأنك قلت: لا أسال إلا فعلك، وههنا كأنه قال: كنت في جميع الأحوال والأوقات مؤيسا إلا وقت الظفر بحاجتي أو قل: يحتمل أن يكون ألا بفتح الهمزة ومتعلقا بمؤيسا مفعولا له على تضمين الخوف والقرينة أن اليأس مستلزم للخوف أي مؤيسا خايفا من أن لا أكون ظفرت بحاجتي والله أعلم.
قوله (ولا أزعم إلا أنه قد كان درس) أي قرأ السفر الرابع في شهر الإيقاع، خص السفر الرابع بالذكر لاشتماله على الدعاء والإنابة. وفيه دلالة على أن من أراد الإيقاع ينبغي أن يفعل مثل هذه
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417