شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٤٩
وإذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء إلا وقد أخرجته وأنا كما ترى، قال فمضيت إلى إخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام يسيرة حتى بعث إلي إني عليل فأتني فجعلت أختلف إليه واعالجه حتى نزل به الموت فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه، فغشي عليه غشية ثم أفاق، فقال لي: يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثم قبض - رحمة الله عليه - فلما حججت أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والاخرى في دهليز داره: يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك.
* الشرح:
قوله (فأعد قيانا) القيان جمع القينة وهي الأمة مغنية كانت أو غير مغنية وكثيرا ما يطلق على المغنية.
قوله (فبكى) بكى فرحا لضمان المعصوم له على الله الجنة وتأهله لهذه المنزلة العالية وقوله:
الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا، مبالغة وتحقيق لصدور هذا القول بخصوصه لا بوجه الإبهام مثل أن يقول: دع ما أنت عليه تكن من أهل الجنة أو نحوه، فحلف أبو بصير أنه قال ذلك القول على سبيل التحقيق ولم يضمره أصلا.
قوله (فقال لي حسبك) حسبك يجوز أن يقرأ بفتح الحاء والسين وحسب الفعال الحسن له ويطلق أيضا على الفعال الحسن لآبائه، ومنه قيل: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه، وهو حينئذ أما فاعل فعل محذوف أي بلغني حسبك أو خبر مبتدأ محذوف أي هذا حسبك أن فعالك الحسن ويجوز أن يقرأ بكسر الحاء وفتح السين جمع الحسبة وهو الأجر وهو حينئذ مبتدأ خبره محذوف أي أجورك في التبليغ على الله ويجوز أن يقرأ بفتح الحاء وسكون السين وهذا هو الأظهر وهو حينئذ أيضا مبتدأ خبره محذوف أي حسبك وكفاك ما بلغت وليس على الرسول إلا البلاغ أو حسبك الله وكفاك في جميع المهمات جزاء لما فعلت.
قوله (وهو يجوز بنفسه) أي يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله ويجود به والجود الكرم يعني أنه كان في النزع وسياق الموت كذا في النهاية.
* الأصل:
6 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن جعفر بن محمد بن محمد ابن الأشعث قال: قال لي: أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به وما كان عندنا منه ذكر ولا معرفة شيء عند الناس؟ قال: قلت له: ما ذاك؟ قال: إن أبا جعفر - يعني أبا الدوانيق - قال لأبي، محمد بن الأشعث: يا محمد ابغ لي رجلا له عقل يؤدي عني فقال له أبي: قد
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417