شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٢٤
قوله (قلت: (إنها لإحدى الكبر) قال الولاية) أقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته لتقرير عظمة الولاية فقال «كلا» وهو ردع لإنكار الولاية (كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر) أي الولاية إحدى النعم الجسام والأمور العظام التي لا نظير لها، وهذا أولى من إرجاع الضمير إلى سقر ووصفها بأنها إحدى الكبر أي بلية عظيمة كما قيل بقرينة قوله تعالى: (نذيرا للبشر) لأن نسبة الإنذار إلى علي (عليه السلام) أولى من نسبته إلى سقر.
قوله (قال: من تقدم إلى ولايتنا اخر عن سقر) يعني هو ناج منها لا يدخلها أبدا.
قوله (ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر) يعني ومن تأخر عن ولايتنا ومحبتنا تقدم إلى سقر وسبق في الدخول فيها.
قوله (إلا أصحاب اليمين) قال الله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين).
قال (عليه السلام): هم - أي أصحاب اليمين - والله شعيتنا وهم الذين فكوا رقابهم عن الرهانة بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام). روى علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اليمين أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه شيعته.
قوله (قلت: لم نك من المصلين قال: إنا لم نتول) حكى الله تعالى المكالمة بين أصحاب اليمين وغيرهم فقال: (إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين) روى علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قالوا لم نك من المصلين) أي لم نك من أتباع الأئمة صلوات الله عليهم (ولم نك نطعم المسكين) قال: حقوق آل محمد (صلى الله عليه وآله) من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهم آل محمد صلوات الله عليهم (وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين (أي يوم المجازات) حتى أتانا اليقين (أي الموت) فما تنفعم شفاعة الشافعين) قال: لو أن كل ملك مقرب ونبي مرسل شفعوا في ناصب آل محمد صلوات الله عليهم ما شفعوا فيه (فما لهم عن التذكرة معرضين) قال: يذكرهم من موالاة أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
قوله (يوفون لله بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا) لعل المراد أن عهد الولاية مندرج تحت النذر وإن كان الظاهر منه خلافه وقد مر.
قوله (قال: نعم ذا تأويل) لعل المراد نعم هذا وهو ما ذكر في نحن نزلنا تنزيلا وذا وهو ذكر في (يوفون بالنذر) تأويل.
قوله (قال الولاية) تفسير لهذه والحمل للمبالغة لأن التذكر إنما تحصل بالولاية ولهذا هلك كل من تركها تمسك في الدين برأيه أو بأحمق آخر مثله.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417