شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٢
فيهما، وهذا الذي ذكرته من باب الاحتمال (1) والله - تعالى شأنه - عالم بحقيقة الحال.
قوله (و صنعهم بفضل رحمته) يعني رحمته تعلقت أولا بصنع محمد وذريته (عليهم السلام) ولذلك سماه رحمة للعالمين، وثانيا بصنع شيعتهم ومواليهم وهم الذين كانوا في علم الله تعالى تابعين لأقوالهم وأعمالهم قابلين لاشراقاتهم وأنوارهم ثم خلق من عقبه أقواما كانوا في علم الله تعالى نافرين من نورهم مائلين إلى الظلمة وهو الذي سبقت رحمته غضبه.
قوله (فقبلوه واحتملوا ذلك) (2) لعل المراد بالاحتمال: الإذعان بالجنان، وبالقبول: التصديق باللسان بأن يقول هذا حق ويحتمل العكس كما يحتمل التأكيد.
قوله (فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه) الظاهر أنه تأكيد للأول، ويحتمل أن يكون الأول مختصا بمن سمع مشافهة، والثاني بمن سمع بواسطة.
قوله (إلى معرفتنا وحديثنا) العطف إما على المضاف، أو على المضاف إليه، والمراد بالمعرفة:
التصديق بولايتهم والإذعان بصدق حديثهم.
قوله (ثم قال: إن الله خلق أقواما لجهنم والنار) اللام للعاقبة لا للتعليل يعني أنه خلق أقواما عاقبة عملهم دخول النار لردهم التكليف الأول بالولاية (3) في عالم الأرواح والتكليف الثاني بها في عالم الأبدان والفائدة في التكليف الثاني هي التأكيد وإلزام الحجة والتنبيه عن الغفلة ولجريان الحكمة على عدم التعذيب بدونه كما قال جل شأنه: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
قوله (واشمأزوا من ذلك إلى قوله ساحر كذاب) يريد أنهم أنكروا ذلك ظاهرا وباطنا، أما باطنا فلأنه لم يحصل لهم التصديق. والإذعان به وأما ظاهرا فلأنهم نسبوا الكذب والافتراء إليه، كل ذلك لمانع اختياري لهم هو معارضة الحق الصريح والنص الصحيح بمقدمات باطلة خيالية، والقدح

1 - قوله «ذكرته من باب الاحتمال» كأن الشارح أحس في توجيهه لنفي لزوم الجبر دغدغة وذلك لأن خلق أفراد الإنسان من طينتين مختلفتين إن استلزم ترتب ما يترتب عليها من الخير والشر قهرا لزم الجبر وهو ظلم، وإن لم يستلزم بل اقتضى أقربية من خلقهم الله من الطينة الطيبة إلى الخير ومن خلقهم من الطينة الخبيثة إلى الشر لزم التبعيض والظلم، ومقتضى العدل أن يخلق جميع الناس من طينة واحدة حتى يتساوى نسبة جميعهم إلى الخير والشر، وبالجملة يجب تأويل أخبار الطينة بما لا يوجب الجبر ولا أقربية بعض الناس إلى الشر من بعض. (ش) 2 - قوله «فقبلوه واحتملوا ذلك» هذا تصريح بأن الاحتمال بمعنى الفهم والقبول دون النقل والرواية كما سبق الإشارة إليه. (ش) 3 - قوله «التكليف الأول بالولاية» تسميته تكليفا لا يخلو عن مسامحة بل التكليف إنما هو في دار التكليف أعني الدنيا. (ش)
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417