شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٢٢١
وبيناته (لا يحد) بأن يقال: هذا ذاته، وتلك نهايته، وهذه كيفيته (ولا يحس) بالبصر (ولا يجس) باليد وغيرها (ولا تدركه الحواس) الظاهرة والباطنة (ولا يحيط به شيء) من الأوهام والعقول وغيرها (ولا جسم) كما زعمه المجسمة لاستحالة حدوثه وافتقاره إلى الغير (ولا صورة) كما زعمه المصورة لا متناع حلوله في شيء (ولا تخطيط) بأن يكون خطا أو سطحا يفرض فيه الخطوط أو شابا مخطا كما زعمه طائفة (ولا تحديد) بأنه جسم صمدي نوري ولا بغير ذلك من الأمور المقتضية لتحديده.
وفي هذا الحديث تنزيه له عما نسب إلى هشام وعن غير ذلك من التشابه بصفات المخلوقات والاتصاف بكيفية المصنوعات.
* الأصل:
2 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من ليس كمثله شيء لا جسم ولا صورة. ورواه محمد ابن أبي عبد الله إلا أنه لم يسم الرجل.
* الشرح:
(محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن الجسم والصورة; فكتب سبحان من ليس كمثله شيء) نزهه عن الجسمية والصورة وأشار إليه دليله، ثم صرح بالمطلوب وقال: (لا جسم ولا صورة) لاستحالة اتصافه بالكمية والأقدار، واتسامه بالنهاية والأقطار، وركونه إلى المنازل والمساكن وسكونه في المواطن والأماكن (ورواه محمد بن أبي عبد الله) الظاهر مكاتبة ويحتمل غيرها (إلا أنه لم يسم الرجل) يعني قال:
كتبت إلى الرجل ولم يصرح باسمه.
* الأصل:
3 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن زيد، قال: جئت إلى الرضا (عليه السلام) أسأله عن التوحيد فأملى علي: الحمد لله فاطر الأشياء إنشاء ومبتدعها ابتداعا بقدرته وحكمته، لا من شيء فيبطل الاختراع ولا لعلة فلا يصح الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحدا بذلك لاظهار حكمته وحقيقة ربوبيته; لا تضبطه العقول ولا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأبصار ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة وكلت دونه الأبصار وضل فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية ووصف بغير صورة ونعت بغير جسم، لا إله إلا الله الكبير المتعال.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست