شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
(فأنزل الله «قل هو الله أحد» والآيات من سورة الحديد إلى قوله «والله عليم بذات الصدور» فمن رام) أي قصد وطلب في باب معرفة الرب وتوحيده.
(وراء ذلك) أي خلافه أو فوقه أو دونه (فقد هلك) فإن ذلك منتهى حق الله تعالى على خلقه وغاية مطلوبة منهم ولو كان المطلوب غير ذلك لهداهم إليه ولدلهم عليه فوجب في الحكمة أن يصفوه بما وصف به نفسه (1) وأن لا يخوضوا فيما وراء ذلك ليثبت قواعد التوحيد في قلوبهم وتترسخ في نفوسهم ولا يخرجهم البحث عما وراءها إلى مهاوي الهلاك ومنازل الشرك.
* الأصل:
4 - «محمد بن أبي عبد الله رفعه، عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن التوحيد فقال: كل من قرأ: «قل هو الله أحد» وآمن بها فقد عرف التوحيد. قلت: كيف يقرؤها؟ قال:
كما يقرؤها الناس وزاد فيه «كذلك الله ربي كذلك الله ربي».

1 - قوله «أن يصفوه بما وصفت به نفسه» مثلا يجوز أن يقال أنه حكيم ولا يجوز أن يقال إنه فقيه إذ وصف نفسه بالحكمة في آيات كثيرة وروايات متواترة ولم يصف نفسه بالفقاهة وهكذا لا يقال أنه تعالى سخي ويقال أنه كريم وغير ذلك وقال في سورة التوحيد «لم يكن له كفوا أحد» أي ليس شيء مثله فليس بجسم ولا صورة ولا متحيز وقال أهل الظاهر: أنه جسم وليس مثل سائر الأجسام وفي سورة الحديد «وهو معكم أينما كنتم» فليس جسما إذ لا يمكن أن يكون الجسم في جميع الأمكنة وهكذا. (ش)
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست