شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ٦٤
الأرض منها ما دامت السماوات والأرض (وإن لم نكمله) أي كتاب الحجة (على استحقاقه) لأنا لم نذكر جميع ما يتعلق به الأحاديث والأخبار (لأنا كرهنا) تعليل للتوسيع في الحجة (أن نبخس) أي ننقص ونترك (حظوظه كلها) الحظوظ جمع كثرة للحظ وهو النصيب (وأرجو أن يسهل الله عز وجل امضاء ما قدمنا من النية) أي القصد إلى تأليف كتاب الكافي أو إلى توسيع كتاب الحجة قليلا هذا إن كان وضع الخطبة قبل التأليف وإلا فالمراد بالنية القصد إلى توسيع كتاب الحجة منفردا على وجه الكمال وذكر جميع ما يتعلق به من الأخبار كما أشار إليه بقوله (إن تأخر الأجل) أي الوقت المضروب المحدود من العمر (صنعنا) من الصنع أو من التصنيف (كتابا) في الحجة (أوسع وأكمل منه) أي من كتاب الحجة الذي ذكرناه في هذا الكتاب (نوفيه حقوقه كلها إن شاء الله تعالى) أوفاه حقه ووفاه بمعنى أي أعطاه وافيا كاملا غير ناقص، والجملة حال عن فاعل «صنعنا» (وبه الحول والقوة) الحول الحركة يقال: حال الشخص يحول إذا تحرك، والقوة الطاقة، يقال: قوي على الأمر إذا طاقه، أي به الحركة إلى المقاصد والمطالب مطلقا والقوة على تحصيلها والطاقة، على تحملها أو به الحركات الفكرية والأنظار العقلية مطلقا أو في تأليف هذا الكتاب والقوة عليها. وتقديم الجار للاختصاص مع الاهتمام ومراعاة قرب المرجع (وإليه الرغبة في الزيادة في المعونة) أي في الإعانة على الخيرات مطلقا أو على تأليف هذا الكتاب (والتوفيق) أي تكميل الأسباب لتحصيل المطالب (والصلاة) أي الرحمة التامة الربانية بمعنى إفاضة الإحسان دائما (على سيدنا محمد النبي) أي المرتفع على جميع الخلائق من النبوة وهي الارتفاع أو المخبر عن الله من النبأ وهو الخبر (وآله الطيبين الأخيار).
(وأول ما أبدء به وأفتتح به كتابي هذا كتاب العقل والجهل وفضايل العلم وارتفاع درجة أهله وعلو قدرهم) في الدنيا والآخرة (ونقص الجهل وخساسة أهله وسقوط منزلتهم) عند رب العالمين والملائكة المقربين والأنبياء المرسلين وعباد الله الصالحين، ثم أشار إلى وجه تقديم كتاب العقل على سائر الكتب بقوله (إذا كان العقل هو القطب الذي عليه المدار) أي مدار التكليف والحكم بين الحق والباطل من الأفكار وبين الصحيح والسقيم من الأنظار وسائر القوى تابعة له منقادة لأمره ونهيه وهو الحاكم على جميعها، وقطب الرحى بحركات القاف والضم أشهر: الحديدة المركبة في وسط حجر الرحى السفلى التي تدور حولها العليا، وقطب القوم سيدهم الذي يدور عليه أمرهم كصاحب الجيش ونحوه (وبه يحتج) على العباد في تصويب أعمالهم وتخطئة أفعالهم (و له الثواب وعليه العقاب) اللام في «له» إما للتعليل أي لأجله أو للاختصاص وحصر الثواب والعقاب باعتبار أنه منشأ وأهل لهما سواء حصلا له عند تجرده عن البدن كما في البرزخ أو عند اقترانه به كما في الآخرة.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست