حواشي الشرواني - الشرواني والعبادي - ج ١ - الصفحة ٨
إن أصله الاله (قوله وبالنظر إليه) أي إلى حالته الراهنة وهي الله. (قوله ومن ثم) أي لأجل التفصيل المذكور في قوله فمفهوم الجلالة بالنظر لاصله كلي الخ (قوله كان) أي لفظ الجلالة (قوله ومن الغالبة) أي غلبة تقديرية كما مر عن البجيرمي ويفيده أيضا قول الشارح الآتي فقط (قوله وكان قول الخ) عطف على قوله كان من الاعلام الخ وقوله ومن زعم الخ عبارة الصبان وقيل إنه اسم لمفهوم الواجب الوجود الخ ورد بأمرين أحدهما إجماعهم أن لا إله إلا الله تفيد التوحيد ولو كان اسما لمفهوم كلي لم تفده لأن الكلي من حيث هو يحتمل الكثرة ثانيهما أنه لو كان اسما للمفهوم الكلي لزم استثناء الشئ من نفسه في كلمة التوحيد إن أريد باله فيها المعبود بحق والكذب إن أريد به مطلق المعبود لكثرة المعبودات الباطلة فوجب أن يكون إله فيها بمعنى المعبود بحق والله علما وضعيا للفرد الموجود منه أقول الظاهر أن صاحب هذا القول يعترف بأنه صار علما بالغلبة على هذا الفرد المنحصر فيه الكلي إذ لا يسعه إنكار ذلك وقد نقل الشرواني عن الخليل أنه قال أطبق جميع الخلائق على أن قولنا الله مخصوص به تعالى أي إما بطريق الوضع أو الغلبة ثم رأيت للعلامة سم في حواشيه على مختصر السعد ما يرشحه حيث كتب على قوله فلا يكون علما ما نصه أي بالأصالة فلا ينافي أنه على هذا قد يجعل علما بالغلبة اه‍ وحينئذ يندفع الأمران المذكوران وعلى هذا وما سبق في تقرير كلام البيضاوي يكون اسم الجلالة في الحالة الراهنة علما باتفاق الأقوال الثلاثة فيه إلا أن علميته على القول الأول متأصلة وضعية وعلى الأخيرين غلبية طارئة اه‍ وقوله فلا يكون علما أي بل هو اسم جنس صبان (قوله فقد سها كما بينته في شرح الارشاد) الذي بينه السعد سم وقد مر عن الصبان آنفا بيانه بأمرين ثم ردهما (قوله من أله) راجع إلى قوله وأصله إله الخ عبارة الصبان وأما على القول بأنه علم بالوضع فاختلف أيضا فيه فقيل إنه منقول أي مأخوذ من أصل بنوع تصرف قال الشيخ زاده وهو المراد بالمشتق في عبارة من عبر به لا مقابل الاعلام وأسماء الأجناس من الوصف اه‍ ونسب هذا القول إلى الجمهور غير واحد كالشرواني في حواشي البيضاوي وقيل مرتجل لا أصل له ولا اشتقاق بل هو اسم موضوع ابتداء لذاته المخصوصة وإليه ذهب الخليل والخارج واختاره الإمام ونسبه إلى سيبويه وأكثر الأصوليين والفقهاء كأبي حنيفة والشافعي كما في حواشي البيضاوي على أنه منقول فقيل إنه منقول من أصل لا يعلمه إلا الله وقيل من لاه يلوه لوها إذا خلق وقيل من لاه يلوه ليها إذا احتجب أو ارتفع ثم قال بعد ذكر أقوال أخر وأرجح الأقوال أنه من أله إذا عبد وأصله إله كفعال والذي رجحه على غيره كما قال السعد التفتازاني كثرة دوران إله كفعال واستعماله في المعبود بحق وإطلاقه على الله تعالى اه‍ عبارة النهاية متفرعا على علميته فهو مرتجل لا اشتقاق له والأكثرون على أنه مشتق ونقل عن الخليل وسيبويه أيضا واشتقاقه من إله أي بكسر اللام بمعنى تحير الخ. قوله (إذا تحير الخ) فإله بمعنى مألوه فيه وقوله إذا عبد فإله بمعنى مألوه ككتاب بمعنى مكتوب صبان (قوله إذا ارتفع الخ) أي فإله بمعنى آلة اسم فاعل (قوله وهذا) أي الاخذ مما ذكر (قوله نظرا الخ) علة متوسطة بين طرفي المدعي (قوله لاصله) أي أصل الله وهو إله (قوله وهو عربي) خلافا للبلخي حيث زعم أنه معرب نهاية عبارة الصبان ومذهب الجمهور أن الاسم الكريم عربي وضعا وقيل عجمي وضعا وأصله قيل بالعبرانية وقيل بالسريانية لاها فعرب بحذف الألف الأخيرة وإدخال ال لأن العبرانيين أو السريانيين يقولون لاها كثيرا ومعناه من له القدرة اه‍ (قوله كونه الخ) أي ما قيل في القرآن الخ (قوله وقد قال ال) تأييد لقوله ولا بدع الخ (قوله ومشتق الخ) كان حقه أن يقدم على قوله وهو عربي لما قدمنا عن الصبان عن الشيخ زاده (قوله واعرف المعارف الخ) فقد حكي أن سيبويه رئي في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال خيرا كثيرا لجعلي اسمه أعرف المعارف نهاية (قوله بمعنى كثير الرحمة جدا) اعلم أنهم عبروا بأن الرحمن الرحيم اسمان بنيا للمبالغة وقد توهم اشكاله بأنهما ليسا من أمثلة المبالغة الخمسة ولا أشكال لأن ما ينحصر في الخمسة هو ما يفيد المبالغة بالصيغة وما هنا مما يفيدها بالمادة
(٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست