حواشي الشرواني - الشرواني والعبادي - ج ١ - الصفحة ٢٥
وعلى كل من الوجهين يراد بالأحد ما يكون واحدا من جميع الوجوه لأن الأحدية هي البساطة الصرفة عن جميع أنحاء التعدد عدديا أو تركيبيا أو تحليليا فاستهلكت الكثرة النسبية الوجودية في أحدية الذات ولهذا رجح على الواحد في مقام التنزيه لأن الواحدية عبارة عن انتفاء التعدد العددي فالكثرة العينية وإن كانت منتفية في الواحدية إلا أن الكثرة النسبية متعقل فيها اه‍. (قوله بأن أحد) كأنه على الحكاية على أول أحواله بصري اه‍ (قوله وبالنفي الخ) عبارة الكليات الاحد بمعنى الواحد ويوم من الأيام واسم لمن يصلح أن يخاطب موضوع للعموم في النفي مختص ببعد نفي محض نحو * (ولم يكن له كفوا أحد) * أو نهي نحو * (لا يلتفت منكم أحد) * أو استفهام يشبههما نحو * (هل تحس منهم من أحد) * ولا يقع في الاثبات إلا بعد كل ويأتي في كلام العرب بمعنى الأول كيوم الاحد ومنه * (قل هو الله أحد) * في أحد القولين وبمعنى الواحد اه‍. (قوله ووصفا) أي ويختص وصفا فهو حال سم عبارة الكليات قال الأزهري هو صفة من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشترك فيها شئ اه‍ (قوله إذ لا ينفي) أي نفي الواحد (قوله وبأنه يستعمل الخ) عبارة الكليات يستوي فيه الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث وحين أضيف إليه أو أعيد إليه ضمير الجمع أو نحو ذلك يراد به جمع من الجنس الذي يدل الكلام عليه فمعنى * (لا يفرق بين أحد من رسله) * أي بين جمع من الرسل ومعنى * (فما منكم من أحد) * أي من جماعة ومعنى * (لستن كأحد من النساء) * أي كجماعة من جماعة النساء اه‍ (قوله نحو من أحد عنه الخ) مثال للجمع (قوله بترادفهما) أي الواحد والاحد (قوله اختيار له) خبر وقول الخ والضمير لأبي عبيد (قوله من اسم مفعول المضعف) بالإضافة. (قوله المضعف) أي مكرر العين وليس هو من التضعيف المصطلح عليه عند الصرفيين وهو في الثلاثي ما كانت عينه ولامه من جنس واحد كمد وفي الرباعي ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس واحد وعينه ولامه الثانية من جنس واحد كزلزل ع ش (قوله سمي به نبينا الخ) ولم يسم أحد بمحمد قبله (ص) لكن لما قرب زمنه (ص) ونشر أهل الكتاب نعته سمى قوم أولادهم به رجاء النبوة لهم والله أعلم حيث يجعل رسالاته وهم خمسة عشر نفسا كردي (قوله بإلهام) متعلق بسمي (قوله إشارة الخ) مفعول له لسمي المقيد بقوله بإلهام الخ وقوله ورجاء الخ عطف عليه لكن بدون اعتبار تقيد عامله أي سمي بالالهام فتأمل عبارة المغني سمي به إلهاما من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الجميلة كما روي في السير أنه قيل لجده عبد المطلب وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها لم سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك قال رجوت أن يحمد في السماء والأرض وقد حقق الله رجاءه كما سبق في علمه قال ابن العربي لله تعالى ألف اسم ولنبيه كذلك اه‍. (قوله أنه رأى الخ) أي عبد المطلب (قوله معلوما الخ) الأولى العطف (قوله وكذا الملائكة الخ) خلافا للنهاية عبارته وقول الشارح أي في شرح المختار من الناس ليدعوهم فيه إشارة إلى أنه لم يبعث إلى الملائكة وهو الراجح كما أوضحه الوالد رحمه الله تعالى في فتاويه اه‍ ويأتي عن المغني ما يشير إلى ما اختاره الشارح من بعثه إلى الملائكة (قوله إذ العالم الخ) علة متوسطة بين طرفي المدعي (قوله وصريح الخ) الأولى وظاهر آية الخ (قوله وخبر مسلم الخ) عطف على آية الخ. قوله (يؤيد الخ) خبر وصريح الخ (قوله ذلك) أي بعثه إلى الملائكة (قوله بل قول البارزي الخ) عطف على ذلك عبارته في شرح الأربعين للمصنف بل أخذ بعض المحققين بعمومه حتى للجمادات بأن ركب فيها عقل حتى آمنت به اه‍ (قوله وفائدة الارسال الخ) عبارته في شرح الأربعين فإن قلت تكليف الملائكة من أصله مختلف فيه قلت الحق تكليفهم بالطاعات العملية قال الله تعالى * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * بخلاف نحو الايمان لأنه ضروري فيهم فالتكليف به تحصيل الحاصل فهو محال اه‍ (قوله من البشر) يخرج الرسول من الملائكة فإن الارسال منهم هو بالمعنى اللغوي
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست