فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
مما يستحب في المؤذن أن يكون صيتا لقوله صلى الله عليه وسلم في قصة عبد الله بن زيد (القه على بلال فإنه أندى منك صوتا) (1) والمعنى فيه زيادة الابلاغ والاسماع ولهذا يستحب أن يضع إصبعيه في صماخي اذنيه لتنسد خروق الاذنين فيكون اجمع للصوت وان يؤذن على موضع عال من منارة وسطح ونحوهما ومما يستحب فيه أن يكون حسن الصوت لان النبي صلى الله عليه وسلم اختار أبا محذورة لحسن صوته ولان الدعاء إلى العبادة جذب للنفوس إلى خلاف ما تقتضيه طباعها فإذا كان الداعي حلو المقال رقت قلوب السامعين فيكون ميلهم إلى الإجابة أكثر ومما يستحب فيه أن يكون عدلا لمعنيين أحدهما ان السنة أن يؤذن على موضع عال وحينئذ يشرف على العورات فإذا كان عدلا غض البصر وأمن منه والثاني انه يتقلد عهدة المواقيت فإذا كان فاسقا لم يؤمن أن يؤذن قبل الوقت وهذا المعنى هو الذي ذكره في الكتاب فان قلت قد قدمتم فيما سبق خلافا في أنه هل يجوز الاعتماد على أذان المؤذن أم لا فان جاز فربما يؤذن قبل الوقت فيفطر الصائم ويصلي المبادر فيلزم المحذور أما إذا لم يجز فكل يعمل بعلمه واجتهاده فلا يستمر هذا المعنى قلنا
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست