فتح العزيز - عبد الكريم الرافعي - ج ٣ - الصفحة ١٩٣
الاذان قبل الوقت غير محسوب ولا يؤمن أن يقدمه على الوقت فيكون القوم مصلين بغير أذان وكل أحد وان اجتهد للصلاة لا يجتهد للاذان فظهر المحذور على التقدير الثاني أيضا وأما قوله عدلا ثقة فلعلك تقول لم جمع بين اللفظين فاعلم أنهما جميعا موجودان في كلام الشافعي رضي الله عنه واختلف الأصحاب منهم من قال إنه تأكيد في الكلام ومنهم من قال أراد عدلا في دينه ثقة في العلم بالمواقيت ومنهم من قال أراد عدلا إن كان حرا ثقة إن كان عبدا لان العبد لا يوصف بالعدالة لكن يوصف بالثقة والأمانة * قال (والإمامة أفضل من التأذين على الأصح لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها) كل واحد من الاذان والإمامة عمل فيه فضيلة ثم لا يخلو اما أن تكون الإمامة أفضل من الاذان أو بالعكس أو لا يكون واحد منهما أفضل من الاخر ورابع هذه الأقسام محال وأما القسم الثالث وهو التسوية بينهما فهو وجه غريب لبعض الأصحاب حكاه صاحب البيان وغيره وأما القسمان الأولان ففيهما وجهان مشهوران أحدهما أن الإمامة أفضل لان الرسول صلى الله عليه وسلم واظب عليها دون الاذان وكذا الخلفاء بعده والثاني أن الاذان أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم (الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين) (1) والأمين أحسن حالا من الضمين والدعاء بالمغفرة خير من الدعاء بالارشاد واعتذر الصائرون إلى هذا الوجه عن ترك الرسول صلى الله عليه وسلم الاذان بوجوه (أحدها) انه إذا قال حي على الصلاة
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست