على العام في عرض واحد كما في التخصيص بشجر الفواكه والنخل وأما لو كان كل واحد من المخصص عاما وأمكن تقييد بعض ببعض آخر فهل يرد التخصيص هنا أيضا على العام في عرض واحد أو يقيد بعض المخصصات ببعضها الآخر ثم يرد التخصيص على العموم مثلا لو دل دليل على حرمة نبات الحرم بقوله عليه السلام كل شئ ينبت في الحرم فهو حرام على الناس أجمعين ثم ورد التخصيص بما ينبت في منزله بقوله عليه السلام وإن كانت نبتت في منزله وهو له فليقلعها وكذا ورد التخصيص بشجر الفواكه والنخل والإذخر وبما أنبته المحرم وغرسه، فحينئذ هل يخصص قوله عليه السلام فهو حرام على الناس أجمعين بكل واحد من مضامين المخصصات ويخرج كل واحد منها عن العموم سواء كان شجر الفواكه أو الإذخر في المنزل أم لا وسواء كان مما أنبته وغرسه أم لا.
أو يمكن أن يقال إن جميع المخصصات المطلقة يتقيد بالأخص مضمونا منها فيتقيد شجر الفواكه والإذخر وما أنبته بكونها في المنزل إذا كان أخص من الجميع أو يتقيد الجميع بكونه مما أنبت.
والظاهر أن شمول الخاص وظهور اطلاق المخصص في جميع المصاديق مطلقا أقوى من ظهور العام الدال على الحرمة، مثلا لو قال أكرم العلماء ثم قال لا تكرم زيدا يكون اطلاق المخصص وشموله لزيد حال القيام والقعود أقوى من ظهور العام فيه فلا يتقيد المخصص بحال دون حال وفيما نحن فيه أيضا كذلك فلا يتقيد اطلاق الفواكه والإذخر بكونه في المنزل أو غير ذلك.
نعم قد يقال إن الاستثناء بإلا يفيد الحصر ويؤكد ظهور العام في غير الخارج لكنه إنما يصح لو قال مثلا أكرم العلماء إلا زيدا ثم قال إلا عمروا بخلاف ما لو ورد مخصص مطلق وآخر مقيد يمكن تقييد الأول بالثاني ويمكن تخصيص كل واحد منهما العام الأول كما في المقام. (1)