تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٧٥
والذي يطابق الدرج القانونية أن يؤخذ من كل من هذه الثلاثة ثلاثة يسحق الجميع ويجعل في خرقة صفيقة وتلقى في ماء قد طبخ فيه من كل من العنب والعفص ثلاثة أرطال هكذا ذكر فإنه قال في سلاقة العنب والعفص ستة أرطال والتحرير أن يكون العنب ضعف العفص والمجموع عشر الماء والطبخ حتى يبقى الثلث ثم تطبخ الحوائج في هذا الماء حتى يبقى ربعه فتعصر الخرقة وترفع ويعقد الشراب بالسكر ويرفع والاستعمال منه ثلاثة مثاقيل ومثله في ذلك معجون الخبث وقد سبق ونحو الادرار وكثرة الشهوة ونقصها يأتي في مواضعه ومن المشهور في ذلك شرب الكندر محلولا بالزيت داخل الحمام والصبر عن الماء ولو كض العطش ومرخ البطن بالشيرج والعانة بدهن الزعفران والقسط [جمود] من حقهم أن يعدوه مرضا عاما لأنه عبارة عن وقوف الجلد في مجرى الماء من التجاويف عن التداخل الطبيعي وهذا واقع لكل عضو وإنما ذكره بعضهم قسما من الشوصة لأكثريته هناك وعده بعضهم مع ذكر البرد وشقوق العصب وآخرون أدرجوه في الخدر والصحيح ما قلناه وهو في الأغلب سوداوي ولا يكون من غير برد والساقط منه من الرأس يوقف العضو على الحالة التي كان عليها قبل نزوله كما إذا طرق اليد وهى مبسوطة لم يمكن قبضها وبالعكس فان صادف الشريان كان الموت فجأة وربما كان معه غطيط واضطراب إن أفرطت رطوبته وأكثر ما يقع هذا للسمان ومن يغتذى باللبن كثيرا ويلازم الحمام بلا بطء وينقع رأسه في الابازير الحارة وأسرع من ذلك الجلوس في الشمس وأما الجمود العام فأكثر ما يقع لنحو القصارين ومن يشرب الثلوج كثيرا ومن أسبابه في المعدة خاصة معالجة شرب نحو البطيخ فوق ماله غروية أو دهانة كالهريسة أو الالية وليس من هذا القبيل النيدة بمصر وإن أورثت الحميات لتوليدها الدم أخيرا وبالجملة كل ما أفضى إلى قهر الحرارة الغريزية فهو يوجبه داخلا كان كشرب نحو البنج أو خارجا كتلقى الهواء البارد بعد مفتح للمسام كحمام وجماع ومنه مزايلة البارد اليابس كالأفيون (وعلاجه) استعمال كل مسخن بالقوة والفعل من داخل وخارج ومن أسرع ما ينتج في دفعه لبس السمور والتدثر بالصوف واصطلاء النار وقد وقدت بما له قوة رائحة منعشة كالضرو والأرز والصنوبر إلا ما كان منه عن ثلج ونحوه فان النار تسقط الأطراف فيه وإنما يدفن في زبل الخيل حتى تعود الحرارة فيمرخ بالادهان الحارة كالنفط والخزاما وفى كل أنواعه ينطل بطبيخ السذاب وورق الرند والبابونج والخردل ويسقى أمراق الحمام بالشبت والخولنجان ويأخذ الترياق الكبير والمثرود يطوس ويبخر بالعود ويشم الغوالي الممسكة ويديم الملازمة دهنا وشربا من زيت هرى فيه الثوم والقسط والمحلب واللاذن ويسقى من الزعفران بالشراب الأحمر وماء العسل وقد يجعل الشونيز على بلاط حار وينام عليه في العام ويسخن ويربط في الخاص وكذا النخالة والجاورس [جذام] من الجذم وهو القطع سمى بذلك لأنه يقطع الأعضاء أو النسل أو العمر ويعرف بداء الأسد لجعله سحنة الانسان كسحنة الأسد أو لأنه يعتريه أو يفترس البدن كافتراسه وهو علة معدية موروثة أجارنا الله والمسلمين منها (سببه المادي) كل غذاء باردا كان كلحم البقر والتيوس والعدس أو حارا لكنه غليظ لا تعمل فيه الهواضم إلا وقد أخذ في الاحتراق كالباذنجان ومن ثم تجب المبادرة إلى الشرب عقب أكل اليابس بالفعل وإن لم يمض مقدار الهضم لئلا يحترق وسببه الفاعلي إفراط اليبس من حر أو برد وكذا من سائر البدن خصوصا من الكبد لأنها المهيئة للغذاء بالذات والصوري قلب البدن عن الهيئة الطبيعية والغاثي فساده ومباديه تولد السوداء فان رقت وانتشرت في الظاهر فيرقان أو الباطن فربع أو غلظت وخصت فسرطان
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160