تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٧١
كثيرة كالجنون والبرسام والاختناق والصرع خصوصا إذا حصل ما يوجب إنزال الماء إلى الأوعية كتذكار واحتلام لم يكمل وكان الشباب في عنفوانه والبدن خصبا واشتدت الدواعي بلا موجب يثيرها كتقبيل وعناق فان تركه حينئذ يوقع في الأمراض العسرة البرء، ولا أصح في ضابط الحاجة إليه من هذا فليتأمل، وتقديره بشهر للقوى وستة أشهر للضعيف غير صحيح ويكون داء يهيج نحو الرعشة والمفاصل والنقرس والحكة إلى غير ذلك وكل بشروط تتعلق بالفاعل والمفعول والكمية والزمان وما تقدم أو تأخر على نفس الفعل من الأسباب وكل يفصل إن شاء الله تعالى (فنقول) أما وقته فطيب الهواء واعتدال الزمان والبدن من إفراط حر وبرد وخلاء وامتلاء فان الحر يوقع في الحميات والاحتراق والبرد في نحو الجمود والارتعاش والخلاء في الهزال والذوبان والدق والامتلاء في السدديات بيد أنه مع الحر والامتلاء أقل ضررا وأخف غائلة وخطرا ويتبع تركيب هذه الأربعة من الاحكام ما يتبع مفرداتها كالأمزجة فتأمل وأن تدعو الشاهية الصادقة إليه كما مر فلا عبرة بالانتشار لجواز أن يكون عن ريح وانصباب ولا بحركة وامتلاء واحمرار لجواز صحة البدن دون أعضاء التوليد ولا بما يجلبه الفكر والنظر وسماع الاغزال ورؤية السفاد ومتى حدث بعده نشاط وجوع وخفة وسرور فقد كان عن صدق حاجة كالفصد كذا قرره الشيخ لأنه يسيل الرطوبات وما احترق إلى مسالك الخروج وهو خير من سائر أنواع الرياضة (ويجب) إيقاعه على كمال من فضاء السر فإنه على الغم الخارجي يضعف الحواس بخلاف النفساني فإنه يخففه وعلى الهم يهرم ويعجل الشيب ويجب أيضا أن يكون بعد تناوله الأغذية المولدة للدم الصحيح ليخلف ما تحلل كالقلويات والحلو واللحوم والبيوض وأن يكون الغذاء قد تم هضمه الثاني فإنه حينئذ وقت تفصيل الاخلاط ولا يجوز إيقاعه بعد ما غلظ كلحم قديد وحامض فإنه يوقع في ضعف العصب والمفاصل (وأما) ما نص عليه بالخصوص فمشهور، فان الجماع بعد السمك يورث الجنون واللبن الفالج ولحم الجزور والبقر والعدس الدوالي والنقرس والمفاصل ونحو الباذنجان الاخلاط المحترقة والقرع والفواكه يعود الضرر فيها على المرأة دون الرجل لبرد الماء عنها وقيل الفطور يوقع في الرعشة ويندفع هذا كله غالبا إذا لم يحتج في الفعل إلى حركة عنيفة كالتطابق في سرعة الانزال أو قضاء وطره إذا لم يطلب لها ذلك. ويجب على من أراد السلامة من غائلته والصحة به أن يتخيرها حسنة المنظر عذبة اللفظ خفيفة الحركة محبوبة بالطبع وأن يقدم ما يعين على ميل القلوب وانتفاخ العروق وانتباه القوى للتوليد من تقبيل وعناق ودغدغة ثدي وحالب وتحاك الآلات حتى تبدو الحرارة والتغير والميل إلى التلاصق فيولج وهى مستلقية قد علاها فإنها الهيئة الطبيعية وما عداها فاسد خصوصا عكسها فإنها شر أنواعه لما توقع فيه من الأمراض العسرة كالأدرة والتعفين وربما سال من الرحم إلى الذكر شئ يوقع في الأمراض الخطرة وأن تكون فتية معتدلة، فجماع الصغيرة إلى ثلاثة عشر ردئ يبخر ويفسد الدماغ ويوقع في الغم والوسواس لعدم جذب الماء وكذا الكبيرة وجماع الحائض يوقع في البثور والقروح والأواكل وضعف الباه لان الدم قد فسد وبرد وربما دخل منه شئ في القضيب البكر والمهجورة تضعف الكلى وربما أوقع في الأدرة لضعف الحركات في الأولى وبرد المحل والضعف في الثانية وقبيحة المنظر كالصغيرة فيما ذكر بل هي أشد وجماع الغلمان شديد الضرر لأنه غير جاذب وما فيه من توفير القوى مقابل يعفن الفضلات ومن جاوزت الأربعين يجب الاقلال من جماعها جدا وتهجر بعد الخمسين احتياطا للصحة (واعلم) أن ما ضر من النساء يخل بصحة القوى وليس في الرجال
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160