ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٤
ومنها:
حتف الحماة ومقدام السراة له * في الروع سطوة هجام على النوب محض الضريبة مغوار الكتيبة * محمود النقيبة يوم السبق والغلب في كفه مرهف ماضي المضارب في * يوم القراع تراه ساطع اللهب يمضي ولم يعتلق في شفرتيه دم * من سرعة القطع يوم الروع والرهب في موقف بين أنياب الحمام به الا * ساد لم تنج بالاقدام والهرب أعيا المنية حتى أنها سئمت * قبض النفوس به من شدة التعب وقال مستنهضا الإمام الحجة المنتظر عليه السلام (463):
يا غمرة من لنا بمعبرها * موارد الموت دون مصدرها يطفح موج البلا الخطير بها * فيغرق العقل في تصورها وشدة عندها انتهت عظما * شدائد الدهر مع تكثرها ضاقت ولم يأتها مفرجها * فجاشت النفس في تحيرها الان رجس الضلالة استغرق * الأرض فضجت إلى مطهرها وملة الله غيرت فغدت * تصرخ لله من مغيرها من مخبري والنفوس عاتبة * ماذا يؤدي لسان مخبرها؟
لم صاحب الامر عن رعيته * أغضى فغصت بجور أكفرها؟
ما عذره نصب عينه اخذت * شيعته وهو بين أظهرها يا غيرة الله لا قرار على * ركوب فحشائها ومنكرها سيفك والضرب إن شيعتكم * قد بلغ السيف حز منحرها مات الهدى سيدي فقم وأمت * شمس ضحاها بليل عثيرها واترك منايا العدى بأنفسهم * تكثر في الروع من تعثرها لم يشف من هذه الصدور سوى * كسرك صدر القنا بموغرها وهذه الصحف محو سيفك للأعمار * منهم أمحي لأسطرها فالنطف اليوم تشتكي وهي في * الأرحام منها إلى مصورها فالله يا ابن النبي في فئة * ما ذخرت غيركم لمحشرها ماذا لأعدائها تقول إذا * لم تنجها اليوم من مدمرها أشقة البعد دونك اعترضت * أم حجبت عنك عين مبصرها؟
فهاك قلب قلوبنا ترها * تفطرت فيك من تنظرها كم سهرت أعين وليس سوى * انتظارها غوثكم بمسهرها أين الحفيظ العليم للفئة * المضاعة الحق عند أفجرها تغضي وأنت الأب الرحيم لها * ما هكذا الظن يا ابن أطهرها إن لم تغثها لجرم أكبرها * فارحم لها ضعف جرم أصغرها كيف رقاب من الجحيم بكم * حررها الله في تبصرها ترضى بأن تسترقها عصب * لم تله عن نايها ومزمرها إن ترض يا صاحب الزمان بها * ودام للقوم فعل منكرها ماتت شعار الايمان واندفنت * ما بين خمر العدى وميسرها أبعد بها خطة تراد بها * لا قرب الله دار مؤثرها الموت خير من الحياة بها * لو تملك النفس من تخيرها ما غر أعداءنا بربهم * وهو ملي بقصم أظهرها مهلا فلله في بريته * عوائد جل قدر أيسرها فدعوة الناس إن تكن حجبت * لأنها ساء فعل أكثرها فرب حرى حشى لواحدها * شكت إلى الله في تضورها توشك أنفاسها وقد صعدت * أن تحرق القوم في تعرها

463 نظمت هذه القصيدة اثر عزم الوالي عمر باشا على تطبيق نظام التجنيد الإلزامي في العراق عام 1274 ه‍، وقد وقعت حوادث هامة في الفرات وقابلها الوالي بالعنف. راجع كتاب (الشعر السياسي العراقي) ص 194 - 197 للوائلي.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»