ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
فلما استوقفت ناقد الفكر، وسرحت رائد النظر في ألفاظها ومعانيها، وجدتها تنطق عن بذخ وبأو، وتتشدق عن شمخ وزهو، قد نشأت من ضمير شحنه الحنق، وطفح بالاحن إناؤه على لسان منشئها فنطق بما نطق، ثم قلت إنا لله ويا نفس صبرا، على مضاضة هذا الشعر الذي برز مشتملا بثوب الحب وتحته تأبط شرا، فقالت نفسي الأبية: كأنك طامنت إلى أن تعطي من نفسك الدنية:
ترى وإلى الان لم تجزع * وهل بعد للصبر من موضع ويقرع سمعك هذا العتاب * وتغضي كأنك لم تسمع وأما وحمية هاشم، وشهامة آبائك القماقم، لا نمتك تلك الاباة منها إلى الذروة، إن لم تقرع بمقطع تلك الصفاة والمروة، فقلت لها لا شفي الله لي علة، إن لم أبرد عنك حر هذه الغلة، فأنا الان أقول:
أيها الرئيس الذي كل فاضل إن قيس به مفضول، لماذا لا زلت بعد هذا بك النعل، أصبحت تكسر علي أرعاظ النبل، تارة تدب لي الضراء، وأخرى تسر لي حسوا في ارتغاء، تشوب لي اطراءك بالقدح، وتبرز لي هجاءك في صورة المدح، تظهر التأسف على عقود نظامي النفيسة، مريدا بذلك أني لم أرفع قدري عن ارتكاب الدنية والخسيسة:
وهل في أديم الشمس للسهم مثبت * وإن جهل القارى يوما فراماها لقد ملت علي بطرا، ونسبت إلي ما لم أكن له بأهل أشرا، فلم ترقب في إلا، كأنك لم تفز من مديحي بالقدح الرقيب (906) والمعلى:
تذكركم فيك القوافي فاخرت * من سجد الناس له حتى سجد

906 كذا في المخطوطتين والمطبوعتين، ولعله يريد: القريب.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 » »»