خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ١٩
مهما لي الليلة مهما ليه * أودى بنعلي وسرباليه * على أن مهما فيه بمعنى الاستفهام.
قال أبو علي الفارسي في تذكرته: هذا عندي مثل قول الخليل في مهما في الجزاء: إنه ما ما فقلب الألف هاء. وذلك لأنه يريد: مالي الليلة. وما تستعمل في الاستفهام على حد استعمالها في الجزاء أي: غير موصولة فيهما. وإنما غير كراهية التقاء الأمثال.
ألا ترى أن قوله تعالى: في ما إن مكناكم فيه ولم يقل: ما مامكناكم فيه فعدل إلى إن لئلا تلتقي الأمثال في اللفظ. ومن قال مهما هي مه ما غير مغيرة فإن كان يريد أنها مه التي للأمر فليس يخلو من أن يجزم بها أو لا يجزم. فإن كان يجزم فإنما قال: مه ثم استأنف فقال: ما تفعل أفعل لم يجز.
ألا ترى أن قوله: الطويل وإنك مهما تأمري القلب يفعل ليس يريد به: وأنك اكففي ما تأمري القلب يفعل وإن كان لا يجزم الفعل بها كأنه قال: لتكفف افعل لم يكن لذكر فعل الشرط وجه. وإن كان لا يريد الأمر بها ولكنها حرف يوافق التي للأمر في اللفظ ويخالفه في المعنى فيكون حرفا للشرط يجزم بمنزلة إن جاز ذلك. انتهى.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 24 25 ... » »»