من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٢
لهم المسجد بالحصباء لترفع جباههم عن وحل الأرض وغبرتها (1).
ولم يحدث ذلك أي حساسية عند المسلمين إذا رأوهم يسجدون على الحصى لرفع جباههم عن درن الأرض كما هو الحال عند المسلمين إذا رأوا من يسجد على قطعة من التربة المأخوذة من تراب كربلاء، وقد ذهب السنة في تعليل ذلك إلى أن الشيعة إنما يسجدون عليها لأنها ممتزجة بدم الحسين عليه السلام، وما أدري ما هي كمية دم الحسين التي تتسع لعشرات المئات من السنين ولملايين الشيعة في العالم، فهل يفكر هؤلاء أم هي الهملجة العمياء؟!.
وبعد أن قدمت لك هذه النماذج من الفتاوى يحق لنا أن نتساءل عن المبرر لمثل هذه المواقف، وخصوصا إذا كانت صادرة من أناس يفترض فيهم أن يكونوا سدنة عقيدة وقادة فكر ومصابيح هدى، ورحم الله الشاعر الذي يقول:
يداوى فساد اللحم بالملح عادة * بماذا نداوي الملح إن فسد الملح إنني هنا حين أحاول شجب وتقويم أمثال هذه المواقف لا أخاطب القائمين بها وأمثالهم ممن يملك القدرة على نقد المواقف وتحليل دوافعها، فان أمثال هؤلاء مع إصرارهم على تبني أمثال هذه المواقف وهم يعرفون ما وراءها لا فائدة في الكلام معهم، لان لهم دور يؤدونه ويجنون من ورائه ما الله به أعلم، ولكني أتوجه بخطابي وما ألقيه من أضواء إلى القاعدة الكبيرة من المسلمين الذين أمسكوا بحجزة هؤلاء وساروا وراءهم من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث أو التبصر الذي يتوجب عليهم، خصوصا مع وضوح الدرب وانتشار وسائل المعرفة والفكر، وكل ما تحتاجه هذه القاعدة هو التخلص من أسر العقيدة ورباط التبعية غير الواعية، مع إيمان بان الامر ليس سهلا

(1) محاضرات الأوائل لعلاء الدين دده ص 93 بولاق 1300 ه‍.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»