من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٧
هذه اللعبة حتى وصلت لما تريد فانا لله وانا إليه راجعون على مصيبة من كثير من المصائب التي لا نملك إزاءها الا الاسترجاع.
إن هذه المؤسسة هي (دار التقريب بين المذاهب الاسلامية) التي أسست في القاهرة في الخمسينات واستمرت إلى السبعينات وضمت نخبة من قادة الفكر وعلماء المسلمين من مختلف الفرق الاسلامية وذهبت مشيعة بألم النفوس، ومن ورائها نعيق الغربان السوداء ولهيب تنانير الحقد التي تجد وقودها في كثير من الجهات المشبوهة، ولا ينبغي أن تموت المهم بموت مؤسسة، فان الاخفاق أحيانا معلم النجاح ورحم الله شاعرنا إذ يقول:
* اني رأيت وللأيام تجربة * للصبر عاقبة محمودة الأثر وقل من جد في أمر يحاوله * واستصحب الصبر الا فاز بالظفر وسينضب النفط يوما ويبقى المسلمون، ولكننا لا ينبغي أن نبقى متفرجين دون أن نجند الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين، فعلى الأقلام والأفكار زكاة لابد من دفعها، والأمة التي يموت بها الفكر والقلم ويبتعد عن علاج أدوائها أمة ميتة، وما صنع المجد كالأقلام، ولا بنى الأمم كالأفكار.
وأخيرا أقول: إننا لو انتظرنا أن نزيل هذا الركام الهائل بوسائلنا المحدودة عن الطريق فستطول بنا المدة بالإضافة إلى المستجد من الركام الذي تعمل على وضعه النفوس والأقلام التي تباع وتشرى فإذا والحالة هذه لابد من قفزة على هذا الركام وعبور إلى الجانب الثاني حتى نضع خطانا على الدرب السليم.
أن القرآن أمامنا والسنة النبوية رائدنا، والأفكار لم تمت والعقول لم تتعطل، والقوم رجال مثلنا فلا يقعد بنا خوف الفشل، ولا يمنعنا التواني والكسل، وعلى الدرب معالم وفي تراثنا كنوز لا تكلفنا الا نفض الغبار عنها وجلاءها وتقديمها زادا كريما.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»