النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ١٤
وكان إذا توضأ يصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يغشاك فيقول أتدرون لمن أتأهب للقيام بين يديه) (12).
وعن جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: (كان أبي علي بن الحسين رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده ويصفر لونه، وترتعد فرائصه، ويقف تحت السماء ودموعه على خديه، وهو يقول: لو علم العبد من يناجي ما انفتل..
ولقد برز يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له فوجده وقد سجد على حجارة مسحنة (13)، قال مولاه: فوقفت وانا اسمع شهيقه وبكاؤه فأحصيت الف مرة وهو يقول:
(لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله ايمانا وصدقا).
ثم رفع رأسه من سجوده، وأن وجهه ولحيته قد غمرا بالتراب ودموع عينيه منحدرة على خديه) (14).
وقال الباقر (ع) (ان أبي علي ابن الحسين (ع) ما ذكر نعم الله عليه الا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود الا سجد، ولا دفع عز وجل عنه سوءا يخشاه أو كيد كائد الا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد، ولا وفق لاصلاح بين اثنين الا سجد، وكان اثر السجود في جميع مواضع سجوده فيسمى السجاد لذلك) (15).
وعن أبي حمزة عن أبيه: (رأيت علي بن الحسين (ع) في فناء
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»