واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٢٧
إن قلنا: - كما هو رأي الزيدية - إن " الإمامة " رئاسة عامة لشخص معين في الدنيا وأمور الناس; فسنقول - ضرورة - إن مواصفات هذا الإمام كمالية بشرية أو فقل: " أربعة عشر شرطا ".
وعليه فسنقول: إن طريق معرفته قيامه ودعوته لنفسه إذ لا طريق غيره.
أما لو قلنا كما تقول " الاثنا عشرية ": إن الإمامة لطف واستمرار للنبوة أو رئاسة عامة في الدين والدنيا يقتضيها اللطف فلا بد من القول بعصمة صاحبها " الإمام " وعندها فلا طريق لمعرفة إمامته إلا " النص ".
* * * وهكذا كانت حركة بحثي في العقيدتين والمذهبين.
تحركت من نقطة " اللطف أو المصلحة " فقادتني " الإشارات المرورية الإلهية والعقلية المنطقية " إلى " ضرورة " القول ب‍ " اللطف "! ثم قادني " اللطف " بدوره إلى الإعتقاد " بضرورة العصمة " التي دلت بذاتها إلى الإعتقاد ب‍ " النص " مخلفا ورائي: أن لا يمكن الإيمان ب‍ " الشروط الأربعة عشر " و " القيام والدعوة "، لأعتنق بعد ذلك مذهب الشيعة الاثني عشرية تاركا مذهبي السابق " الشامخ " القديم المذهب الشيعي الزيدي.
وكم كان صعبا ذلك التحول والإعتناق الجديد! لو لم تكن للنفحات الرحمانية جولات وصولات هدأت النفس وطمأنت القلب وعقلت العقل!!
محمد بن حمود العمدي ذمار - اليمن 15 شوال 1419 ه‍
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 23 24 25 26 27 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست