واستقر بي النوى - السيد محمد بن حمود العمدي - الصفحة ٣٣
الدين، وانتظم في سلك الظلمة المعتدين " (1).
رغم إجلالها هذا العقيدة الإمامة لم تستطع أن تقول باللطف!! وذلك لأسباب كثيرة، لا تستطيع أن تكون مقنعة للباحث المدقق والمتعامل مع الأقوال بروح موضوعية منطقية; جوها الدائم تحكيم العقل والمنطق في الآراء الكلامية والعقائدية والفلسفية، ولعل أهم تلك الأسباب هي التخلص من تبعات القول ب‍: " اللطف " الضرورية والتي على رأسها - كما أسلفنا - القول بالحاجة إلى " إمام معصوم " وبالتالي القول: بالحاجة إلى " النص " الطريق الوحيد لمعرفة " المعصوم " وهو الشئ الذي لا تملكه الزيدية على آحاد أئمتها; وإن كانت قد افتعلت نصوصا ما في حق بعض أئمتها (2) إن سلم بها; وهو بعيد جدا!! - فلا تعدو أن تكون فضائل ومناقب ليس فيها أدنى رائحة من نص على أمر خطير كالإمامة.
وبمجرد نظرة موضوعية إلى استدلالات الاثني عشرية على القول باللطف، سنجد اللطف الطريق الوحيد والمتكامل لإيجاب الإمامة، إذ لا معنى للقول بإيجابها " شرعا " مع ذلك الاستدلال " العقلي " الفريد - عند الزيدية - مع عدم القول بإيجابها عقلا!!

1) المقصد الحسن: 291 - 292.
2) أنظر: التحف شرح الزلف: 52، 79، 100، 102، 114، وغير " التحف " من الكتب التي تعرضت لسير أئمة الزيدية، وهذا يجعلنا في ريب من موقف الزيدية من النص; فهذه المرويات في " الناصر الأطروش والمنصور ابن حمزة ويحيى بن الحسين الرسي وغيرهم " تكشف لنا عن توق شديد عند الزيدية - كان ولا يزال - للنص في الإمامة!
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست