نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤١
الجماعة، وسمي الذين والوا معاوية ومن غلب بأهل السنة. وهذا الفريق شيع وأحزاب يتفاوتون بولائهم للسلطة وتبريرهم لأفعالها، ويتفاوتون بدرجة تعاطفهم مع المعارضة وتفهمهم لموقفها وغالبتهم استقرت على أن الجميع صحابة ومن أهل الجنة وكلهم مجتهدون، والمجتهدون مأجورون أصابوا أم أخطأوا، وارتاحت هذه الجموع لهذا الحل، وارتبط مصيرهم بمصير الحكام فدفعوا اللوم عن الحكام لا حبا بالحكام ولكن حتى يسلموا بأنفسهم من اللوم، لأنه إذا ثبت اللوم على الحكام فيثبت على من والأهم بالضرورة. وفي ما يتعلق برئاسة الدولة استقر هذا الفريق على رأي:
أنهم مع غلب، فهم يوالون الغالب، كائنا من كان، وحجتهم في ذلك مقولة الصحابي عبد الله بن عمر الذي قال يوم الحرة: " نحن مع من غلب " فصارت مقولته تلك قاعدة شرعية.
الفريق الثاني الشيعة هم الذين والوا الولي من بعد النبي، وآمنوا أن الحق معه يدور حيث دار، وأن الولي مع القرآن والقرآن معه، فوالوه ووالوا عترة النبي وأهل بيته، وصدقوا قول النبي إن القرآن هو الثقل الأكبر وإن عترة النبي وأهل بيته هم الثقل الأصغر، والهدى لا يدرك إلا بالثقلين معا: القرآن والعترة الطاهرة، فعميد أهل بيت النبوة في كل زمان هو إمامهم الشرعي وهو وليهم، يوالون من يوالي ويعادون من يعادي، وقد بلغ هؤلاء العمداء اثني عشر عميدا، وقد التزمت الشيعة بالشرعية الكاملة لا تحيد عنها ولا تخرج من دائرتها أبدا مهما كانت التكاليف، ومهما غلت التضحيات. والهدف الأعظم للشيعة هو توحيد الأمة الإسلامية تحت راية إمام أهل بيت النبوة الذي سيتولى بيان أحكام العقيدة الإلهية وتطبيقها وحمل رسالة الإسلام النقية إلى العالم لانتشاله من الظلمات إلى النور. والطريق التي اختارتها الشيعة طوال التاريخ هي طريق الآلام والمصائب وهي الضريبة التي يتوجب أن تدفعها الشيعة حتى تنال رضوان الله من خلال المرتبة السنية التي خلعها النبي عليهم. عندما نزل قوله تعالى:
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * قال النبي
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331