نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٨
ثم لاح للفاروق أن سهم المؤلفة قلوبهم لا ضرورة له، وهم لا يستحقونه، وإعطاء هذا السهم للمؤلفة قلوبهم بعثرة لمال الله، فالله نصر الإسلام وأعز دينه، ولا حاجة لتأليف القلوب بالمال، وبجرة قلم أسقط سهم المؤلفة قلوبهم، ومنع عنهم الحق الذي رتبه الله لهم، ولم يمنعه عن ذلك علمه بأن الرسول نفسه قد أعطى المؤلفة قلوبهم هذا السهم بالرغم من مجئ نصر الله والفتح. وسهم الخمس مثال، ومتعة الحج شرعت على عهد النبي وظلت قائمة حتى نهى عنها الفاروق وفي زمن النبي وأبي بكر " الطلقات " يجب أن تكون متفرقة، فجاء عمر وقال: إن المسلمين يستعجلون الأمر وإن الأوفق أن يكون الطلاق ثلاث مرات، فجعل صيغة " أنت طالق ثلاثا " تحل محل الطلاق ثلاث مرات..... الخ.
الفاروق يندفع كالإعصار، فلا شئ يقف في طريقه ولا شئ يمنعه من أن يقول ما يعتقد أنه الحق بمواجهة أي كان، فقد كانت له الكلمة العليا في زمن الصديق، لأن الصديق مدين له باستخلافه، ولو شاء عمر لكان هو الخليفة الأول بدلا من الصديق، وكانت له الكلمة العليا في زمنه لأنه هو الخليفة، وكانت له الكلمة المسموعة في كل بطون قريش، لأنها تعرف أنه وحده منع الهاشميين من أن يجمعوا الخلافة والنبوة ولولاه لجمعوهما، وكانت له الكلمة العليا عند بني أمية بالذات، فهو الذي عين يزيد بن أبي سفيان ومعاوية وثبتهما على ولاية الشام، وهو الذي أوصى عمليا لعثمان الأموي، فغزت محبته قلوب قريش، وامتدت لبقية المجتمع المسلم، وسرت كالعافية، ومما ساعد على توطيدها أنه لم يتدنس بشهوة كما يقول الإمام العاملي.
على مفترق الطرق الانهيارات اهتزت الأرض من تحت أقدام الذين آمنوا، ومادت بهم حتى والنبي على فراش الموت، وحدثت سلسلة هائلة من الانهيارات المتلاحقة والانهيار يتبعه بالضرورة انهيار، والانهيار التام وارد لا محالة، أما متى؟ فالله وحده هو الذي يعلم، وقد بدأت سلسلة الانهيارات عندما حالوا بين الرسول وبين كتابة ما يريد،
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331