نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٤
لأنفسها فأصابت ووفقت. قال فقلت: يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت، قال: تكلم، قال ابن عباس فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لنفسها فأصابت ووفقت، فلو أن قريش اختارت لأنفسها من حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود، وأما قولك:
إنهم كرهوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة فقال:
* (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) *.
فقال عمر: هيهات يا ابن عباس، قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقرك فتزيل منزلتك مني. فقلت: يا أمير المؤمنين فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك، وإن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه. فقال عمر: بلغني أنك تقول: حرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما. قال ابن عباس فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والعالم، وأما قولك حسدا فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون.
فقال عمر: هيهات هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول.
قال فقلت: مهلا يا أمير المؤمنين لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
فرط الوفاء لهذا الشعار لم يكتف الفاروق بالعمل على ترجمة شعار " لا ينبغي أن يجمع الهاشميون النبوة مع الخلافة " إلى واقع وسيادة هذا الشعار في حياته، إنما عمل الفاروق وبكل قواه حتى يسود هذا المبدأ حتى بعد وفاته، فهو حريص كل الحرص على أن لا تؤول رئاسة الدولة الإسلامية لعلي أو لأي هاشمي بعد وفاته مثل حرصه على أن لا يتولى

(١) راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٣ ص ٢٤ آخر سيرة عمر من حوادث سنة ٢٣ وراجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد مجلد ٣ ص ١٠٧ أخرجه الإمام أحمد بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد بسنده المعتبر إلى ابن عباس وراجع شرح النهج تحقيق أبي الفضل ج ١٢ ص ٥٢ وراجع تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٢٣ و ج ٢ ص ٢٨٩ وراجع عبد الله بن سبأ للعسكري ج ١ ص ١١٤ وملحق المراجعات ص ٢٦٢.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الأول: مفهوم الصحبة والصحابة 10
3 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 19
4 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 33
5 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 59
6 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 63
7 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 69
8 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 83
9 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 97
10 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 107
11 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 115
12 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 139
13 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 151
14 الفصل الثاني: العقيدة 157
15 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 163
16 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 169
17 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 181
18 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 195
19 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 213
20 الفصل الثاني: القيادة السياسية 221
21 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 231
22 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 239
23 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 247
24 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 257
25 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 271
26 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 287
27 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 301
28 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 311
29 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 331