معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٣٨٢
عود الصليب فويح نفسي من رأى * منكم صليبا مثله معبودا فسألت ربي أن أكون مكانه * وأكون في لهيب الجحيم وقودا (1) وقال ابن كثير: قال القاضي أبو الفرج: أخبار الوليد كثيرة، قد جمعها الإخباريون مجموعة ومفردة، وقد جمعت شيئا من سيرته وأخباره، ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من جرأته وسفاهته وحمقه وهزله ومجونه وسخافة دينه، وما صرح به من الالحاد في القرآن العزيز، والكفر بمن أنزله وأنزل عليه (2).
هذا هو الخليفة الذي يصدر القوانين، وقيل: الذي يقوم بأمر الدين، وقيل: صاحب الجماعة التي إذا خرج منها واحد مات ميتة جاهلية. فمن الذي يجرؤ أن يقيم الحد على الوليد أعلى سلطة في الدولة؟ إن الوليد ما كان يرتعد إلا من صوت الحق. كانت دقات قلبه تقشعر من رعدة الخوف، لهذا كان يبعث بمن يأتيه بخبر أي تحرك. وما أن يخبروه، حتى يصدر أوامره للجلادين وقطاع الطرق والرقاب، وعلى الأعواد تصلب الأجساد، وبعد ذلك يخرج الوليد إلى مستنقع الرجل الذي لا يقام للقتل وإنما للهو الذي خرج من معطف المرجئة الذين فصلوا الإيمان عن العمل.
وأفعال الوليد وأقواله لم تأت فجأة ولم تذهب سدى، فكما أن الوليد استلم مشاعلها فكذلك قام بتسليم مشاعلها وعلى امتداد هذا الطريق صلب أكثر من واحد من الذين عارضوا هذا العبث. وعن مشاعل الوليد يقول د. خليف:
إننا أمام ظاهره اجتماعية شديدة الخطر لمن يسبق للمجتمع الإسلامي أن شهد مثلها، فلأول مرة في تاريخ هذا المجتمع، نجد أنفسنا أمام خليفة ماجن متهتك خليع، نسي أنه أميرا للمؤمنين وأنه أمام المسلمين. فاندفع في حياة لاهية مستهترة حتى أطلق عليه " الخليع " والناس على دين ملوكهم. وفعلا اندفع كثير من الناس يقلدون خليفتهم. دون أن يجدوا في ذلك حرجا عليهم، أو يخشوا تنفيذ الحدود فيهم.. فإن الخليفة الوليد بن يزيد. لم يجد أحدا ينفذ فيه الحد،

(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459