معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٣٢٩
مثل ذلك، فأشار عليه علي بن الحسين ألا يجيبه إلى شئ من ذلك، فإن الذي يحمله على ذلك، اجتذابه لقلوب الناس بهم، وتقربه إليهم بمحبتهم، وباطنة مخالف لظاهره، في الميل إليهم والتولي لهم والبراءة من أعدائهم. بل هو من أعدائهم لا من أوليائهم، والواجب عليه، أن يشهر أمره، ويظهر كذبه على حسب ما فعل هو، عندما أظهر للناس كذب المختار (1).
وأتى محمد بن الحنفية ابن عباس، يستشيره في هذا الأمر. فأوصاه بالسكوت لأن تأييد حركة المختار التي لا تقوم على أرضية إيمانية لا قيمة لها، ثم إن إظهار حقيقة المختار، لن تأتي بفائدة من عند ابن الزبير، خصم المختار الأول. لأن ابن الزبير بايعه كل الناس إلا محمد بن الحنفية (2). وابن الزبير من المبغضين لأهل البيت. فكان ينال من علي بن أبي طالب في خطبه (3). وكان ينتقص بن عباس (4). وبالجملة: كانت حركة المختار، وابن الزبير، حركة هدفها الدنيا وليس لأهل البيت فيها أي نصيب اللهم إلا قتل أعدائهم، تحت راية المختار. ولقد جعل ابن حزم هذا القتل من مناقب المختار فقال: تتبع المختار بعض الذين شاركوا في قتل ابن الزهراء الحسين، فقتل منهم ما أقدره الله عليهم، وفعل أفاعيل يعفى فيها على هذه الحسنة (5).
وحركة المختار، دليل عظيم على أن أهل البيت لا يركبون باطلا ليصلوا به إلى حق. فلو كانوا طلاب دنيا، لهرولوا إلى المختار، في وقت كان البيت الأموي يعيد ترتيب أوراقه وأوتاده، بعد الخسائر التي مني بها في موقعة مرج راهط بين مروان والضحاك بن قيس، ثم الخسائر التي أصابته في موقعة عين الوردة، وما بعدها لكنهم لم يفعلوا ذلك، لأن الدين لا يخضع للتجارة، وحركة

(1) مروج الذهب 90 / 3.
(2) مروج الذهب 93 / 3.
(3) مروج الذهب 97 / 3.
(4) مروج الذهب 97 / 3.
(5) رسائل ابن حزم 141 / 2.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459