معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١١٩
وعليها علامات التزيين والإغواء. لتدخل إلى عالم الاحتناك والاستسلام. وحركة الإمام بعد عملية رفع المصاحف كانت تدور حول الرفض. ولكن القوم هددوه إذ لم يقبل التحكيم فسيترتب على ذلك أمور. ثم اختار القوم أبو موسى الأشعري، ورفض الإمام هذا الاختيار. ولكنهم أجاروا عليه. هذا كان الإمام حجة على معسكره. وبدخول عمرو بن العاص وكتابة صحيفة الاتفاق بين أهل الشام وأهل العراق كان الإمام حجة على المعسكرين. وبصدور قرارات التحكيم كان الإمام حجة على الأمة. وحجج الإمام على الجميع تستند على حقيقة واحدة هي أصل الحقائق كلها " إحياء ما أحيا القرآن وإماتة ما أمات القرآن "، فعندما خرج للقتال بعد بيعته تحرك على محور هذه الحقيقة. وعندما رفع أهل الشام المصاحف رفض خدعتهم لأنها تستهدف هذه الحقيقة، ووصف رؤوسهم بأنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، وعندما جاء عمرو وأبو موسى للاتفاق على التحكيم قال لهما: " فإن لم تحكما بما في كتاب الله فلا حكومة لكما ". لقد كان يأخذ الجميع إلى ساحة القرآن ويضع في أعناقهم أعظم حجة منذ ذرأ الله ذرية آدم. وهذا في رأينا أعظم انتصار لإمام المتقين. قد يكون خصومه قد بسطوا أيديهم على التراب. ولكن وبالتأكيد لن يروا لهذا التراب أي فائدة. يوم يقف التابع والمتبوع أمام عظمة الله جل وعلا.
وبعد التحكيم الذي كان الإمام يعلم نتيجته، وذلك وفقا لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم. بدأ الإمام يحث الناس على القتال. لم يحثهم على قتال الحكمين، وإنما على قتال البغاة، فالحكمين سقط حكمهما عند الإمام بمجرد إعلانه لأنه اشترط. إذا لم يحكما بكتاب الله فلا حكومة. لقد حث الجميع على قتال القاسطين بعد أن تمت مهمته في إقامة حجته على أفراد بعينهم وأقوام بعينهم. كان له رغبة في أن يلتقي بهم أمام الله وحده. وعندما ساق الله إليه الأحداث والتقى بهم، وضعهم في دائرة القرآن وحده هو الحكم فيها. ثم جلس بعد ذلك ينادي معسكره كي يأخذ بالأسباب كما أخذ بها عمار وابن صوحان وابن بديل وابن عامر القرني وغيرهم. وكان يحذر إلا أن أخوف الفتن عليكم فتنة بني أمية. كان يريد منهم أن يطفئوا بريقها، ولكن تقاعس منهم من
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459