معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ١١٨
إلى ما فعله عمرو بن العاص يوم التحكيم. ويعلم قبل غيره أن هذا التحكيم الذي رضيه من عمرو بن العاص لم يقبله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
الذي يعده ابن كثير من الخلفاء الراشدين. ولا ندري كيف لا يقبل خليفة راشد التحكيم ثم تقبله أمه ملتمسة العذر لابن العاص، على اعتبار أنه متأول مجتهد له أجر على اجتهاده!! أي أجر والله ذم الاختلاف وابن العاص له عمود كبير في دائرة الاختلاف.
ومن أنصف ما قرأت في هذا المقام. ما ذكره الدميري في حياة الحيوان.
روي أن معاوية عندما صار خليفة قال لأبي الأسود الدؤلي: ما كنت تصنع لو جعلك أبو تراب حكما؟ فقال: كنت أجمع ألف رجل من المهاجرين وأولادهم، وألفا من الأنصار وأولادهم. ثم أقول: يا معشر الحاضرين، أيما أحق بالخلافة رجل من المهاجرين أم رجل من الطلقاء؟ فلما سمع منه معاوية لعنه وطرده من مجلسه.
صحيح أن هذا الرأي أغضب الحاكم. لكنه فيه إنصاف، وإدخال المهاجرين والأنصار طرفا في القضية فيه روح الشورى وبعد النظر، أما أن تترك الساحة للثعالب ويلتمس لهم الأعذار فيما بعد. فهذا - في رأينا - لا يجانبه الصواب.
وقبل أن نلقي الضوء على أحداث ما بعد التحكيم، علينا أن ننظر في الأحداث منذ أن رفعت المصاحف لنرى كيف كانت حركة أمير المؤمنين. ولقد ذكرنا أن الإمام كان يعلم أنه مقتول وأن معاوية سيمتلك ما تحت قدمه من تراب. وعلى الرغم من هذا فإن الإمام ومن معه كانوا يأخذون بأسباب الحياة الكريمة، وكانوا يواجهون الانحراف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من أجل أن يتنفس المستقبل الحرية الحقيقية وهو يخطو في اتجاه أهدافه. وحركة أمير المؤمنين في مواجهة هذه الأحداث. كانت حركة الحجة على جيل الصحابة الأوائل. لأن الشذوذ إذا تسرب من أرضية الصحابة إلى المستقبل فلن يكون في هذه الحالة شذوذا، وإنما سيكتسب الشذوذ رداء القداسة وعلى هذا لا يمكن نقده. ثم تعبر الفتن على هذه القواعد في هدوء وسكينة
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459