مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٠٢
كان معلنا داعية ردت شهادته وفتاويه وأحكامه مع القدرة على ذلك، ولم تقبل له شهادة ولا فتوى ولا حكم إلا عند الضرورة كحال غلبه هؤلاء واستيلائهم، وكون القضاء والمفتين والشهود منهم، ففي رد شهادتهم وأحكامهم إذ ذاك فساد كثير و لا يمكن ذلك فتقبل للضرورة.. (2) وقام ابن القيم بإعداد مدفع آخر أسماه (أحكام أهل الذمة) سلطة على غير المسلمين وحشاه بشتى أنواع القذائف الثقيلة..
وأول هذه القذائف ذلك الكم من الروايات التي حشدها في كتابة:
وأول هذه الروايات رواية تقول: لا خصاء في الإسلام ولا كنيسة..
وهذه الرواية منسوبة للرسول (ص)..
وثاني هذه الروايات منسوبة لابن عباس قال: أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه ولا يضربوا فيه ناقوسا ولا يشربوا فيه خمرا ولا يتخذوا فيه خنزير، وأيما مصر مصرته العجم ففتحه الله على العرب فنزلوا فيه فإن للعجم ما في عهدهم وعلى العرب أن يوفوا بعهدهم ولا يكلفوهم فوق طاقتهم.
وثالث هذه الروايات منسوبة لعمر بن عبد العزيز أن عمر كتب أمرا بهدم الكنائس التي في أمصار المسلمين..
ورابع هذه الروايات عن الحسن تقول: من السنة أن تهدم الكنائس التي بالأمصار القديمة والحديثة..
وخامس هذه الروايات تقول: سئل ابن حنبل عن البيعة والكنيسة تحدث - أي تبني من جديد - فقال: يرفع أمرها إلى السلطان، أي ليأمر بهدمها..
وسادس هذه الروايات رواية منسوبة للرسول (ص) تقول: لا تكون قبلتان في بلد واحد.. وأخرى تقول: لا تبنى كنيسة في الإسلام ولا يجدد ما خرب منها..
وهذه الروايات وغيرها مما تكتظ به كتب السنن فيما يتعلق بأصحاب الديانات الأخرى موضع شك فقهاء الحديث، ورغم ذلك يسترشد بها الفقهاء. كما أن هذه الروايات جميعها رويت عن طريق أحمد بن حنبل..

(١) حبس ابن القيم بسبب فتوى له بتحريم زيارة مسجد يقال له مسجد إبراهيم انظر ترجمته في الدرر الكامنة ح‍ 3 ترجمة رقم 1067..
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست