مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٥٢
وعاش ابن حنبل في مطاردات ومضايقات طوال عصر المعتصم والواثق حتى جاء المتوكل الذي أعلن تنبيه لنهج أهل السنة ورفضه لنهج المعتزلة وجمع المحدثين عام (234 ه‍) للرد على الجهمية والمعتزلة ونصرة الرواية.. (2) في ظل هذا العصر استأنف ابن حنبل نشاطه واتخذ المتوكل من يحيى ابن أكثم وزيرا بدلا من أحمد بن داود المعتزلي الذي كان وزير المعتصم... (4) وتقرب أحمد بن حنبل من المتوكل الذي دعاه إلى سامراء سنة (237 ه‍) لأجل إعطاء ولده المعتز دروسا في الحديث... (5) - المدفع الأول:
كان ابن حنبل ورعا في الفتيا والاجتهاد، ولم يكن يجرؤ على التصدي لأية قضية دون أن يكون هناك نص صريح لديه يتمثل في رواية منسوبة للرسول (ص) أو الصحابي أو فتوى منسوبة لصحابي أو لأحد من التابعين.
من هنا فقد رفض ابن حنبل أن يدون عنه شيئا من رواياته أو مسائلة مخافة أن تختلط بالكتاب والسنة..
إلا أن ولديه عبد الله وصالح لم يلتزما بذلك بعد وفاته، فقد قام عبد الله بتدوين روايات والده فيما سمي بمسند ابن حنبل وزاد عليه من عنده روايات أخرى كما أضاف إليه كتاب الزهد وزادت الروايات التي جمعها عبد الله في مسند أبيه على ثمانية وعشرين ألف رواية.. (6) وقام تلامذته بتدوين مسائلة وردوده في عدة كتب تم نشرها بين المسلمين.. (7) ويمكن تحديد نهج ابن حنبل ونوع مدافعة من خلال رسالتين من رسائله كتب أولاهما في السجن وهي رسالة: الرد على الزنادقة والجهمية..

(1) أنظر سيرة الطبري في كتب التراجم وأحداث عام (310 ه‍) في كتب التاريخ..
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست