مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ٢٣
قد كثر الناس ولكنني * لست أرى بعدك إنسانا والله لا أنساك ما حركت * ريح بأعلى نجد أغصانا ويروى: سمع الرشيد يخطب فقال في خطبته: حدثني مبارك ابن فضالة عن الحسن عن أنس قال. قال رسول الله (ص): اتقوا النار ولو بشق تمرة.. (58) ويروى عنه قول الرسول (ص): نظفوا أفواهكم فإنها طرق القرآن.. (59) - الفقهاء والمأمون:
تنامت حركة نقل الروايات و تدوينها في عصر المنصور والرشيد كما تنامت حركة تدوين الفقه ونقله فكثرت المدراس وكثر الفقهاء وتباينت الآراء...
وحقق المعتزلة ولأول مرة في تاريخهم قفزة سياسية كبيرة باستقطابهم الخليفة المأمون إلى صفهم وتبنيه لأفكارهم ومتعتقداتهم.. (60) وكان أن درات الدائرة على الفقهاء الذين نموا وترعرعوا في ظل الروايات والفتاوى المأثورة عن الصحابة والتابعين و مباركة الحكام السابقين..
وانقسم الفقهاء في مواجهة المأمون وخط المعتزلة المناهض لهم:
فمنهم من وقف على الحياد..
ومنهم من أعلن عدائه لهذا الخط ورفض الانصياع له..
وقد تزعم الاتجاه الأخير أحمد بن حنبل بفرقته التي كانت في طور التأسيس، ودخل في صدام مع المأمون والمعتزلة..
إلا أن هذا الصدام لم يكن صداما سياسيا يقوم على أساس عدم الاعتراف بشرعية حكم المأمون وإنما كان صداما فقهيا ينحصر في محيط قضية كلامية ليست من صلب العقيدة وهي قضية خلق القرآن.. (61)

(53) المرجع السابق..
(54) المرجع السابق..
(55) المرجع السابق..
(56) المرجع السابق..
(57) المرجع السابق..
(58) المرجع السابق..
(59) المرجع السابق..
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست