مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٨
وهذا الوجه الذي تبرزه هذه الروايات لعبد الملك بن مروان إنما يتناقض مع ذلك الوجه الذي يحاول إبرازه الفقهاء جعلوا أنفسهم سدنه له وسخروا الدين في خدمة بني أمية..
ومثل هذه المواقف التي تبناها الفقهاء من معاوية ويزيد وعبد الملك بن مروان هي التي تأسس عليها موقف الفقهاء من بني العباسي فيما بعد وسلسلة الحكام من بعدهم حتى يومنا هذا..
- الفقهاء والمنصور العباسي:
تولى أبو جعفر المنصور الخلافة سنة سبع وثلاثين ومائة بعد وفاة أخيه أبو العباس السفاح بمرض الجدري وكان جبارا جماعا للمال تاركا للهو واللعب قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه في غاية الحرص والبخل..
وفي عصره شرع الفقهاء في تدوين الحديث والفقه والتفسير..
فصنف مالك الموطأ في المدينة.
والأوزاعي الفقه بالشام...
وسفيان الثوري بالكوفة...
وصنف أبو حنيفة الفقه والرأي...
وصنف ابن إسحاق المغازي...
ويروى أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل الخلافة.. (32) وروي عن الإفريقي: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر المنصور قبل الخلافة.. (33) وقال الصولي: كان المنصور أعلم الناس بالحديث والأنساب مشهورا بطلبه.. (34) وقد روى الفقهاء عن المنصور الكثير من الروايات المنسوبة للرسول نقل السيوطي عن ابن عساكر بعض منها:

(29) المرجع السابق..
(30) المرجع السابق..
(31) المرجع السابق..
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست