مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٤٢
الفقهاء أنفسهم في خدمتهم، ووضع آل سعود سيوفهم في نصرتهم وذبح خصومهم..
وقد اعتمد صاحبنا في كتابه هذا على مدافع ابن تيمية خاصة لكونه الشخصية الوحيدة من بين الفقهاء التي حملت راية الجهاد في مواجهة المخالفين وعلى أساس أفكارها المتطرفة قامت الحركة الوهابية التي لا زالت تقذف المسلمين بقذائفه..
يقول المدخلي: يا إخوتاه؟ إن كنتم حقا تحترمون المنهج السلفي وأهله فانشروا كتبهم ودرسوها، واشحنوا كتاباتكم ومحاضراتكم ومقالاتكم بأقوالهم في أهل البدع وتحذيرهم منهم ودرسوا الشباب مواقفهم من أهل البدع وحثوا الشباب على دراستها والاحتفاء بها والإعتزاز بها، فبهذه الأساليب تحيا عقيدة ومنهج السلف..
والكتب المقصودة هنا بالطبع هي كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب فهؤلاء هم سلفة وقدوته، و هذه الكتب هي التي تم نشرها وتوزيعها مجانا على المسلمين في كل مكان ببركات آل سعود. والتي أسهمت ولا زالت في دعم التطرف وتقوية شوكته..
- قذائف أخرى:
ومن القذائف التي جاء بها المدخلي ليدعم بها موقفه ويوسع من دائرة الإصابات بين المسلمين ما يلي:
* أن الإسلام وأهله أتوا من طوائف:
الأولى: طائفة ردت أحادث الصفات وكذبوا رواتها. فهؤلاء أشد ضررا على الإسلام وأهله من الكفار..
الثانية: طائفة قالوا بصحتها وقبولها ثم تأولوها، فهؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى..
الثالثة: طائفة جانبت القوانين وادعت التنزيه وهي كاذبة فأداهم ذلك إلى القولين الأولين وكانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأوليين..
وواضح من هذا الكلام أن صاحب هذه القذيفة لا يستثني أحدا من المسلمين إلا طائفته هو وهي طائفة الحنابلة بالطبع، فهي الطائفة الوحيدة التي آمنت بالروايات الخاصة بصفات الله تعالى وجعلت لله سبحانه يد ورجل وعين ومكان وغير ذلك من الصفات التي تؤدي إلى التشبيه والتجسيم والتي فرت فيها الاتجاهات الأخرى وأنكرتها من باب تنزية الله سبحانه، واتجه بعضها إلى حمل هذه الروايات على المجاز أي تأولت معناها. بينما اتجه آخرون إلى
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 141 142 143 144 145 147 148 ... » »»
الفهرست