على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٣٢
وهكذا وقعت الكارثة والفتنة، حيث امتنعت الرؤية الصائبة على أكثر المسلمين وصار الناس في حيرة، وصدق الله عز وجل: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) (البقرة / 17)، وأي ظلمة أشد من العجز عن إدراك الطريق، صراط المستقيم ونهج الرسول وأئمة الحق.
أسباب قبول التحكيم لا بد لنا من تأمل هذه المرحلة المفصلية في تاريخ الأمة، فنسأل: لماذا قبل الإمام علي (عليه السلام)، التحكيم في نهاية المطاف؟، ولماذا لم يصر على مواصلة القتال حتى القضاء على رأس الأفعى الأموية؟ فإذا قيل: إن الناس خذلوه، قالوا: أليس هؤلاء هم الشيعة الذين خذلوا الحسين (عليه السلام) بعد ذلك؟! لا سبيل إمامنا سوى مواصلة قراءة النص التاريخي حتى تتضح الحقيقة لكل ذي عينين.
ينقل لنا ابن أبي الحديد، عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم، قال: " إنه لما كان يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الأول، سنة سبع وثلاثين، زحف أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بجيشه، وخرج رجل من أهل الشام فنادى بين الصفين: يا أبا الحسن أبرز إلي، فخرج إليه علي عليه السلام فقال: إن لك يا علي لقدما في السلام والهجرة، فهل لك في أمر أعرضه عليك، يكون فيه حقن هذه الدماء؟ قال: وما هو؟، قال: ترجع إلى عراقك فنخلي بينك وبين العراق، ونرجع نحن إلى شامنا فتخلي بيننا وبين الشام، فقال علي (عليه السلام): قد عرفت ما
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147