على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٢٨
بأمة محمد، (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا يبقى إلا ن نقول إن عدم الرؤية إنما هو نابع من الحالة الشخصية النفسية لبعض الأشخاص الذين عجزت نفوسهم وهممهم عن ملاحقة تيار الحق الصامد بقيادة أمير المؤمنين علي، (عليه السلام)، فاختاروا موقفا يكون شعاره (ولا تفتني) وحقيقته كما قال سبحانه وتعالى: (ألا في الفتنة سقطوا).
لم تكن الكارثة الفاجعة التي لحقت بالأمة الإسلامية، في هذه المرحلة من بدايات تاريخها، هيئة ولا سهلة فقد كانت كارثة انشقاق أولا ثم كارثة ضلال وإضلال ثانيا، وقد مارسها أئمة الفتنة والضلال من بني أمية، إضافة إلى أن حادثة الانقسام لم تحدث في فراغ، وإنما شقت معها جسد الأمة الوليد الذي لم يكن قد بلغ بعد مرحلة النضج، ولا هي جرت في هدوء وصمت، وإنما صاحبها ضجيج وصخب أدى إلى التشويش على إمام ألحق علي، (عليه السلام) ما أدى إلى حالة من الارتياب أصابت الجميع، وليس أدل على هذا من ذلك الرجل التائه الذي رأى الفريقين يصلون ويقرؤون قرآنا واحدا، فأصابته هزة شديدة فذهب يسأل الإمام، (عليه السلام)، فحاله على عمار، رضوان الله عليه، الذي أجابه إجابة العارف الخبير الذي لا يخدع. ولكن من أين للأمة بمثل عمار أو مالك الأشتر أو أبو الهيثمي التيهان، هؤلاء الخلص من أصحاب محمد، (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعملوا بوصيته الخالدة: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ".
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147