على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٣٤
المستوى السياسي، وسنقرأ بعد هذا بعض ردود أفعال من كانوا في صف الإمام علي، (عليه السلام) لنعرف حقيقة هؤلاء " الشيعة المزعومين ".
أما على المستوى العسكري، فيروي نصر بن مزاحم: " وكان الأشتر، صبيحة ليلة الهرير، قد أشرف على عسكر معاوية، عندما جاءه رسول الإمام علي (عليه السلام) أن ائتني، فقال: ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي، إني قد رجوت الفتح فلا تعجلني، فرجع يزيد بن هانئ إلى علي (عليه السلام) فأخبره، فما هو إلا أن انتهى إلينا حتى ارتفع الرهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام، فقال القوم لعلي: والله ما نراك أمرته إلا بالقتال!
قال: أرأيتموني ساررت رسولي إليه؟ أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون؟، قالوا: فابعث إليه أن يأتيك، وإلا فوالله اعتزلناك! فقال: ويحك يا يزيد قل له: اقبل فإن الفتنة قد وقعت، فأتاه فأخبره، فقال الأشتر: أبرفع هذه المصاحف؟ قال: نعم قال: والله ألا ترى إلى الفتح! ألا ترى إلى ما يلقون! ألا ترى إلى الذي يصنع الله لنا؟ أينبغي أن ندع هذا وننصرف عنه! قال له يزيد: أتحب أنك ظفرت هاهنا وأن أمير المؤمنين بمكانه الذي هو فيه سلم إلى عدوه! قال: لا والله لا أحب ذلك، قال: فافهم قد قالوا له، وحلفوا عليه، لترسلن إلى الأشتر فليأتينك أو لنقتلنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان، أو لنسلمنك إلى عدوك. فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم وقال: يا أمير المؤمنين احمل الصف على الصف تصرع القوم، فتصايحوا: إن أمير المؤمنين قد قبل الحكومة، ورضي بحكم القرآن، فقال الأشتر: إن كان أمير
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 15
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 23
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 27
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 29
12 أسباب قبول التحكيم 32
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 38
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 43
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 45
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 45
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 49
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 51
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 52
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 59
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 62
22 2 - التمهيد للثورة 64
23 3 - التصميم والتخليط 71
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 85
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 93
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 95
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 101
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 104
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 111
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 113
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 118
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 121
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 123
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 126
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 134
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 135
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 147