دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٠٥
فهل يقبل العقل مثل هذا الكلام..؟
أما مصادمتها للواقع آنذاك فيظهر من أن النساء في زمن الرسول (ص) لم يكن يسرن في الطرقات عاريات أو مائلات أو مميلات فكل هذه صور من حال المرأة في آخر الزمان وهو قد تنبأ بها (1)..
إذن فماذا كانت ترتدي تلك المرأة التي أثارت الرسول..؟
ويروى عن عائشة قولها: كنت أطيب رسول الله (ص) فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا (2)..
ويروى عن أنس بن مالك: كان النبي (ص) يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر. قلت لأنس: أو كان يطيقه. قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين (3)..
قال النووي: أما طوافه (ص) على نسائه بغسل واحد فيحتمل أنه كان يتوضأ بينهما أو يكون المراد بيان جواز ترك الوضوء. وقد جاء في سنن أبي داود أنه (ص) طاف على نسائه ذات ليلة يغتسل عند هذه وعند هذه. فقيل يا رسول الله:
ألا تجعله غسلا واحدا. فقال: " هذا أذكى وأطيب وأطهر ". وعلى تقدير صحته يكون هذا في وقت وذاك في وقت. وطوافه (ص) محمول على أنه كان برضاهن أو برضى صاحبة النوبة إن كانت نوبة واحدة. وهذا التأويل يحتاج إليه من يقول كان القسم واجبا على رسول الله في الدوام كما يجب علينا. وأما من لا يوجبه فلا يحتاج إلى تأويل فإن له أن يفعل ما يشاء. وهذا اختلاف في وجوب القسم هو وجهان لأصحابنا (4)..
وقال القاضي عياض: إن الحكمة من طوافه عليهن في الليلة الواحدة كان

(١) أنظر كتاب الفتن في البخاري ومسلم وكتب السنن..
(٢) البخاري. كتاب الغسل باب إذا جامع ثم عاد. ومن دار على نسائه في عسل واحد.
وانظر كتاب النكاح باب من طاف على نسائه في غسل واحد ومسلم كتاب الرضاع..
(3) المرجع السابق..
(4) شرح النووي على مسلم. كتاب الحيض..
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست