دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٣١٦
يتناولها بيده. فأخذ فقال: ادعى الله لي ولا أضرك. فدعت الله. فأطلق. ثم تناولها الثانية. فأخذ مثلها أو أشد. فقال ادعي الله لي ولا أضرك. فدعت.
فأطلق. فدعا بعض حجبته فقال: إنكم لم تأتوني بإنسان إنما آتيتموني بشيطان.
فأخدمها هاجر. فأتته وهو قائم يصلي فأومأ بيده. مهيا. قالت: رد الله كيد الكافر (أو الفاجر) في نحره وأخدم هاجر ".
قال أبو هريرة - الراوي -: تلك أمكم يا ماء السماء (1).
ويروى عنه (ص): " نحن أحق بالشك من إبراهيم. إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى. قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " (2)..
ويبدو من الرواية الأولى أنها تصادم العقل والعرف إذ كيف يختتن رجل في مثل هذا السن فضلا عن كونه نبي مرسل..؟
إن هذه الرواية تمثل مهانة لإبراهيم (ع) وتصفه بالاهمال في أمر الاختتان فإذا كان الاختتان واجبا. فقد أهمل إبراهيم هذا الواجب حتى بلغ الثمانين..
وإذا كان أمرا عرفيا فما الذي يجعل إبراهيم يقدم عليه وهو في هذا السن؟
أما الرواية الثانية فهي فاضحة ولا يمكن أن تنسب إلى الرسول (ص). فليس من الأدب أن ينسب الكذب إلى إبراهيم على لسان الرسول.
إلا أن قول إبراهيم إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا. لا يعد من باب الكذب وإنما هو من باب الذكاء والكياسة. فالقول الأول قصد به التهرب من ممارسة عبادة الأصنام مع قومه. والثاني قصد به توريط قومه وتشكيكهم في الأصنام التي يعبدونها. فبعد أن قام بتحطيمها وأدانوه بذلك نسب الفعل إلى كبير الأصنام حتى يضعهم في حرج ما بين الاعتراف أن الأصنام لا تنفع ولا تضر وأنها لم تستطع أن تدفع الضر عن نفسها وما بين إدانة إبراهيم وهو يؤدي إلى نفس النتيجة وهي أن الأصنام لا تضر ولا تنفع ولا تدفع الضر عن نفسها (3)..

(1) المرجعين السابقين..
(2) المرجعين السابقين..
(3) أنظر سورة الصافات وسورة الأنبياء..
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست