دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٣٠٤
وفي ظل هذا الجو بدا وكأننا نعيش عصر محاكم التفتيش خاصة وبعد أن تمكن المد الوهابي من التغلغل في الحكومات..
وعاش أصحاب الفكر والرأي في خوف من فرعون وملائه بعد أن أصبح الرأي المخالف مجرما ومناهضا للحكم القائم ومبررا للبطش والتنكيل..
- ضد المسلمين:
يروى عن الرسول (ص) قوله: " بعث بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له. وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم " (1)..
قال ابن رجب الحنبلي: والذي يظهر أن في القرآن أربعة سيوف. سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا فإما منا بعد وإما فداء وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة. وقد أمر الله بجهادهم والاغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب. وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية. وسيف على أهل البغي وهو مذكور في سورة الحجرات ولم يسل (ص) هذا السيف في حياته (2)..
ويبدو من كلام ابن رجب أنه استند إلى القرآن لدعم موقفه من هذه الرواية المتطرفة المنسوبة للرسول. وهذه نادرة من نوادر الفقهاء إذ أنهم لا يلجأون إلى القرآن ليدعموا به الروايات فهم قد استغنوا بها عن القرآن..
إلا أن هذه الرواية تفوح منا رائحة السياسة واستناد ابن رجب إلى القرآن استناد في غير موضعه وهو لا يخرج عن كونه محاولة لتسييس النص القرآني فهذه السيوف الأربعة التي ذكرها إنما هي سيوف خاصة بالرسول وهو المختار من قبل الله سبحانه لتطبيق أحكامه. وهو الشخصية الوحيدة التي سوف تغمد هذا السيف في موضعه. فإن أحكام الدماء لا يؤتمن عليها إلا الرسول..

(1) رواه أحمد والطبراني. أنظر الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي (ص) " بعث بالسيف بين يدي الساعة لابن رجب الحنبلي ".
(2) أنظر الحكم الجديرة بالإذاعة..
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست