المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٦١
اعتراض قيادة التحالف وبطون قريش في البداية لم تكترث بطون قريش بولاية العهد ولا بخلافة النبي، لأنها استبعدت أن يتمكن محمد، من نشر دينه فضلا عن بناء ملك، وبالتالي اعتبرت فكرة ولاية عهده والخلافة من بعده ضربا من ضروب الأوهام، ولكن لما نجح، وحدث الفتح والنصر العظيم، أخذت بطون قريش تحمل ولاية عهد النبي والخلافة من بعده على محمل الجد، وأخذ الحسد ينهش قلوب سادات البطون، فكون السادات التحالف لغاية الحيلولة بين علي وبين قيادة الأمة من بعد النبي، وبين أهل بيت النبوة وبين أي دور مميز لهم في قيادة الأمة من بعد النبي، ويمكن أساس اعتراض بطون قريش وقيادة التحالف في أن الهاشميين أخذوا النبوة، وليس من الإصابة ولا من الصواب أن يأخذ الهاشميون الملك أو الخلافة أيضا ويحرموا بطون قريش والعرب من هذين الشرفين!!! لذلك فإن بطون قريش وقيادة التحالف تعترض على ذلك والأصوب، والأوفق والأفضل، برأي عمر بن الخطاب خاصة، وسادات بطون قريش وقادة التحالف عامة أن تكون النبوة لبني هاشم لا يشاركهم فيها أحد من البطون، وأن تكون الخلافة أو الملك للبطون لا يشاركهم فيه أي هاشمي) راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 24 آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23 وراجع شرح النهج للعلامة المعتزلة بن أبي الحديد ج 2 وأورده في أحوال عمر، وقد أخرجه الإمام أحمد بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد بسنده عن ابن عباس راجع شرح النهج ج 2 ص 107 وكتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 141 وكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 90 وهذا هو الأساس الذي استقطب التحالف، وهذا هو الموج الذي ركبه عمر بن الخطاب حتى قاده لزعامة البطون ولا يخفى أن هذه القسمة التي قسمها قادة البطون ساقطة دينيا لأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، ولأن الرسالة، والإمامة من
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 » »»