المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٥٤
الرسل، والأئمة والشورى، والانتخاب لم يصدف طوال التاريخ البشري أن اختير نبي من الأنبياء أو رسولا من الرسل أو إماما من الأئمة عن طريق الشورى، أو الانتخاب!!!، لأن الرسول بالضرورة هو أعلم بني البشر في قومه بمضامين الرسالة التي أرسلها الله بها، وهو المؤهل إلهيا والوحيد القادر على البلاغ الرسالة وما يوحى إليه، وهو الأقرب لله، وهو الأتقى، وهو الأصلح وهو الأفضل وتلك صفات خفية لا يعلمها على وجه الجزم واليقين إلا الله تعالى ومن هنا فإن الشورى، التي يقوم بها الناس، والانتخاب الذي يمارسونه لا يصلح لاختيار الرسل لأنهما يقصران عن بلوغ المطلب المطلوب، ولا قدرة للناس على معرفة الأعلم، والأفهم، والأفضل، والأتقى والأقرب إلى الله، وتكليف الناس بهذه الأمور عبث، والشارع الحكيم منزه عن العبث والإمام القائم مقام الرسول يجب بالضرورة أن يكون الأعلم والأفهم بالدين والأقرب إلى الله والأتقى والأفضل حتى يكون مؤهلا ليقوم مقامه الرسول ويبين القرآن بيانا قائما على الجزم واليقين، وليقدم للناس سنة النبي بدون زيادة ولا نقصان، وليقود الناس إلى المقصود الشرعي من كل نص، وبهذه الحالة، فإن فكرة الشورى، ووظيفة الانتخاب يعجزان عن إدراك الإمام المطلوب لأن الناس لا يعرفون من هو الأعلم و و.. الخ فلو كان يعرفون لما كانت هنالك حاجة إلى شورى، ولا داعي لعملية الانتخابات.
اللطف الإلهي واختيار الرسل والأئمة لا خلاف على أن اختيار الرسل مهمة إلهية ولا علاقة للبشر بها، ولكن الخلاف منحصر باختيار الأئمة. الله سبحانه وتعالى يختار الإمام لقيادة المجتمع الذي كان يقوده الرسول، ولتعليم المجتمع الذي كان يعلمه الرسول، ولتعميق مفاهيم ومضامين الرسالة التي جاء بها الرسول، بمعنى أن هذا الإمام لا يقوى على القيام بهذه الأعمال على الوجه الأكمل إلا إذا كان هو الأعلم
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»