المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٥١
لما جاء به لا يوقف البلاغ إنما يعممه ويعمقه، وفي حالة الإعراض عما جاء به فالرسول لا يوقف عملية البلاغ إنما يكررها ويعممها ما دام موجودا لأن مهمته الأساسية محصورة بإبلاغ رسالات ربه وما أوحي عليه ما دام حيا.
تركيز الرسول على قيادة الأمة ومرجعيتها بعد وفاته الأمة الإسلامية نشأت حديثا، وولدت رسميا بواقعة الهجرة المباركة، وتعودت على الارتباط بنبيها ورسولها، وقائدها ومرجعها محمد، صلى الله عليه وآله وسلم فهو الرسول وهو القائد، وهو المرجع، هو القاضي، وهو المعيل، وهو الحاكم وهو الحكم بنفس الوقت، بمعنى أن قائد الأمة الإسلامية كنظام السبحة (خيط المسبحة) إذا انقطع الخليط فجأة وبوقت غير مناسب تتفرق، كل حبات السبحة، وقد تضيع، وقد تدملها الأرجل. ثم الأمة حديثة العهد بالإسلام، فأعداد ساحقة منها لا تعرف من الإسلام إلى اسمه ولا تجيد إلا التلفظ بالشهادتين، بمعنى أنهم يجهلون الإسلام ويجهلون بيان القرآن، وقد قضي الأمر وبعد نصر الله والفتح اختار الرسول ما عند الله فما هي إلا سنة وبعض السنة حتى تغيب شمس الإسلام بغياب محمد، ويرحل البدر التام إلى غير رجعة، ويشغر منصب القيادة والإمامة والمرجعية بموت النبي هذه بعض الأسباب الواقعية التي تدعو الرجل العادي للتفكير بمنصب الإمامة والقيادة والمرجعية بعد وفاة الرسول العظيم، فكيف يكون مجم؟ تفكير محمد بهذه الناحية وهو المدعوم بالوحي الإلهي، والذي يرى المستقبل بالوضوح الذي يرى فيه الحاضر والماضي،!! لذلك ركز النبي تركيزا خاصا على منصب قيادة الأمة ومرجعيتها بعد وفاته من هو المؤهل لقيادة الأمة ومرجعيتها بعد وفاة النبي؟
المؤهل لقيادة الأمة بعد النبي يجب أن يكون الأعلم والأفهم بكتاب الله
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»