المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٥٧
الفصل الثاني من هو الإمام الذي اختاره الله تعالى لقيادة الأمة بعد وفاة النبي؟
تاريخ الإعلان بنفس اليوم الذي أمر الله فيه نبيه أن يعلن أنباء النبوة والرسالة والكتاب أمره بإعلان نبأ ولاية العهد والإمامة من بعد النبي فسارت أنباء النبوة والرسالة والكتاب، وولاية العهد، والإمامة من بعد النبي معا. ولكن أنباء النبوة والرسالة والكتاب طفت على نبأ ولاية العهد والإمامة من بعد النبي، واستهان المشركون بهذا النبأ ولم يحملوه على محمل الجد، إذ استبعدوا تماما أن ينجح محمد بنشر دينه وإقناع الناس به فضلا عن بناء ملك؟ لذلك اعتبروا نبأ ولاية العهد والإمامة من بعد النبي ضربا من الخيال المفرط من هو ولي عهد النبي وإمام الأمة من بعده؟
أعلن النبي أن ولي عهده وإمام الأمة وقائدها ومرجعها ووصيه أو إمامها من بعده هو علي بن أبي طالب أعلن ذلك بنفس الساعة التي أعلن فيها رسميا نبأ النبوة والرسالة والكتاب، وأمام بني هاشم في الاجتماع الذي عقده لغايات هذه الإعلانات الكبرى. إذ أخذ النبي برقبة علي وقال أمام الجمع كله (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا) وهذا الحديث صحيح وقد صححه أبو جعفر الإسكافي وابن جرير الطبري كما ذكر ذلك السيوطي في جامع الجوامع ج 6 ص 396 ورجاله كلهم ثقات باستثناء أبو مريم (عبد الغفار بن قاسم) المتهم بموالاة أهل بيت النبوة، وحسب موازين السلطة التاريخية وأشياعها فإن من يوالي أهل البيت ليس بثقة، ومع هذا فقد اثني بن عقدة على أبي مريم وأطراه وبالغ بمدحه كما في لسان الميزان ج 4 ص 43 وقد أرسل أئمة الحديث هذا الحديث إرسال المسلمات. راجع تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 257 و 772 والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 243 وشرح النهج ج 3 ص 251 (ثم ضرب النبي بيده على يد علي كناية عن المبايعة)، راجع تاريخ دمشق لابن عساكر
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 » »»