الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٠
وهو " لا نورث ما تركنا " وقد احتجت عليه فاطمة بالقرآن. وأبى عليها ذلك، عندما قالت له: " وورث سليمان داود " (14) وإني " خفت الموالي من ورائي، وكانت امرأتي عاقرا، فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث آل يعقوب " (15).
فلو كان كما قال: قولوا بيننا كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه، لما رفض نصا قرآنيا، وتمسك لحديث انفرد به يخالف صريح القرآن.
ومن سيرتهم أيضا في تطويق السنة النبوية، ما ذكر ابن ماجة في السنن، إن قرظة بن كعب قال:
" بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة وشيعنا فمشى معنا إلى موضع صرار.
فقال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قال: قلنا لحق صحبة رسول الله، ولحق الأنصار. قال: لكني مشيت معكم لحديث أردت أن أحدثكم به، فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم. أنكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم هزيز كهزيز المرجل. فإذا رأوكم مدوا إليكم أعناقهم، وقالوا:
أصحاب محمد! فأقلوا الرواية عن رسول الله (ص) ثم أنا شريككم ".
وبلغ من الخوف الشديد من رواية الحديث، أن بعضهم انقطع تماما عن الرواية لما ذكره السائب بن يزيد قال: " صحبت سور بن مالك من المدينة إلى مكة، فما سمعته يحدث عن النبي (ص) بحديث واحد " (16).
وبلغ أيضا بهم أن منعوا كبار الصحابة عن رواية الحديث خوفا من أن تشيع بعض حقائقه، فجمع عمر الرواة وأقامهم عنده حتى يتمكن من الرد عليهم.
كيف لا وهو الذي ألف الرد على الرسول (ص) لقد ذكر عبد الرحمن بن عوف قائلا: ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق عبد الله بن حذيفة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه

(14) 16 / سورة النمل.
(15) 9 / سورة مريم.
(16) سنن بن ماجة / ج 1 ص 12.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235